في 29 أغسطس 1966م كان عبقري الفكر الإسلامي الأستاذ الشهيد سيد قطب معلَّقًا على أعواد المشانق العسكرية التي تخيم بظلالها هذه الأيام على رقاب الدعاة والمصلحين.
إننا بحاجة في هذه الأيام أن نستلهم من سيد قطب العظيم قيم الكرامة والمروءة والتحرر والثقة والأمل والثبات واليقين والرضا والسكينة والاطمئنان!
نحن بحاجة إلى أن نعيد قراءة كتابَه الأروع على الإطلاق "في ظلال القرآن"، ذلك الكتاب الذي أودع فيه تجربته الفكرية والإيمانية والحركيّة والدعوية، وكتبه بدمائه وروحه وأنفاسه، فلا تكاد تفتح صفحات الكتاب إلا أقبل عليك بالإشراق والرَّوح والحرية والإيمان العميق والنور المتدفق.
هيا بنا نقرأ الظلال فإنه في ظرفنا الراهن سيكون له أسمى العوائد والفوائد، وسيفجر في أرواحنا كل معاني السمو والرقي والرؤية الربانية الصحيحة للأحداث والأشخاص والأشياء!
***
إصدار قرارات بضبط وإحضار العلماء والدعاة ومطاردتهم واعتقالهم، مما يهدد الأمن الاجتماعي لمصر ويزكي اللجوء للعنف والتكفير؛ حيث هؤلاء العلماء والدعاة هم الذين يضبطون إيقاع الحشود الغاضبة والرافضة للانقلاب الدموي، وهم الذين يتحكمون بخطاباتهم في سير هذه الجماهير، ويحولون بينهم وبين اعتناق العنف أو التسليح أو التكفير لما يرونه من وحشية في التعامل لا تصدر من "مسلم ضد أخيه المسلم" ، فضلا عن أن تقع من إنسان ضد أخيه الإنسان.
فقادة الانقلاب يريدون أن يُلجِئوا الشعب إلجاءً إلى العنف والقتل والتكفير بتغييب القيادات الثورية، وبإخراج قرارات بضبط وإحضار العلماء والدعاة الذين يضمنون الأمن للمجتمع.
يا قادة الانقلاب اتقوا الله في مصر وشعب مصر!!
***
الذين يصدقون الآن أن الإخوان إرهابيون ويقومون بأعمال عنف وقتل، إذا سألت الواحد منهم: "ألم تعامل فلانا وفلانا وفلانا وغيرهم وهم يعيشون بينكم ؟" فيقول نعم. ناس كويسين ومحترمين لكن دول حاجة تانية غير الإخوان .. فتؤكد له أن هذه هي أخلاق الإخوان فيصر على أن يصدق أذنه وعينيه مما يراه في "إعلام مسيلمة الكذاب"، ويُكذّب العشرة الطويلة والمعاملة الممتدة الكاشفة والناقدة لاختبار الإنسان.
لهؤلاء أقول قوله تعالى: {.. بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِّن قَبْلِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ} (16) سورة يونس؟.
***
التعامل الأمني في مصر لن يفرض استقرارا ولا أمانا، ولن ينمو به اقتصادٌ بل ستنهار الدولة بمؤسساتها من جرّاء هذا التعامل الأخرق، وسينهار الإنسان عقلا وجسدا وروحا قبل هذا وذاك .. لن يحل المشكلة في مصر إلا احترام إرادة الشعب، وأن يقوم هو بانتزاع حريته وكرامته وإرادته!