أعرب أهالي معتقلي سجن الغربانيات بالإسكندرية اليوم الجمعة عن آسفهم وقلة حيلتهم تجاه ما يتعرض له ذووهم المعتقلون، من سوء للمعاملة، والإذلال، والتعدي المستمر عليهم.
وأكد أهالي المعتقلين، في بيان لهم اليوم الجمعة، على امتثال المعتقلين التام لإدارة السجون، وعدم وجود نية حالية أو مستقبلية للاحتجاج على إدارة السجون، مشيرًا إلي حالة الرعب التي تسيطر عليهم بعد مجزرة سجن أبو زعبل.
وحمل الأهالي الانقلابيين في نهاية البيان مسئولية سلامة المعتقليين، مستجرين بالله تعالى لإزالة الكرب.
وجاء نص البين كالتالي…
(حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ)
نرفعُ نحن أهالي المعتقلين في سجن الغربانيات بالإسكندرية ؛ نرفع أكفنا إلى الله الرب الحق العدل العزيز ، نهمسُ له بشكوانا مما طال أبناءنا و أزواجنا و آباءنا من الظلم و الهوان و القهر و هم محتجزون على ذمة قضايا ملفقة جائرة لا صلة لهم بها من قريب أو بعيد.
و منذ أيام قامت قوات السجن بأمر من إدارتة بجمع المعتقلين جميعا و تجريدهم تماما من ملابسهم، و تفتيشهم عرايا أمام بعضهم البعض، و إهانتهم، و التعدي عليهم، و مصادرة كافة متعلقاتهم المسموح بها و التي لم يكن بينها أية ممنوعات، و تم نقلهم إلى عنابر أسوأ و في ظروف أقسى.
و تم استقبال السجناء الجدد من معتقلينا أبشع استقبال، فقامت قوات السجن أيضا بأمر من إدارته بتجريدهم عرايا أيضا فور دخولهم السجن، و تمت إهانتهم، و تم التعدي عليهم، و تم إطلاق الكلاب البوليسية عليهم، فنال معتقلينا الجُدد من الظلم و القهر ما لم نقرأ عنه إلى في وسائل تعذيب الخمسينات و الستينات الرهيبة.
حتى أنه بعد أن كان مسموحا بالزيارة تم منع الكثيرين منها، و بعد أن كان مسموحا بإدخال الطعام إلى معتقلينا تم حجزه عنهم ليستولي العساكر و غيرهم على أكثره قبل إيصاله إليهم، مما أسفر عن إصابة الكثيرين من المعتقلين بالهزال الشديد و تدهور الحالة الصحية لبعضهم –و فيهم مصابون بأمراض مزمنة- . تدهورت حالتهم الصحية خاصة في ظل الحبس في زنازين سيئة التهوية و المنع من ضوء الشمس و الحرمان من ساعات التريُّض.
و نحن هنا نؤكد على أن معتقلينا جميعا ليس لديهم أي نية لمقاومة السجَّانين، و ليست لديهم أي نية حالية أو مستقبلية للاحتجاج داخل السجن أو الاعتراض على قرارات إدارته فضلا عن الهرب. و لقد استسلموا بالفعل لكافة الإجراءات التعسفية دون أدنى مقاومة أو اعتراض.
و نحن كأهالي المعتقلين نعيش في رعب مستمر؛ بعد حادثة مقتل الشباب الطاهر في سجن أبي زعبل، و نُعلن ثانية أن أبناءنا مستسلمون تماما لإدارة السجن، مطيعون في كل ما يتم أمرهم به، و نحمِّل إدارة السجن و وزارة الداخلية، و الحاكم العسكري، و الرئيس المؤقت، و الحكومة، و كل مسؤول في هذا البلد، نحملهم جميعا المسؤولية الكاملة عن سلامة المعتقلين سلامة تامة لا يشوبها أي ضرر.
ونحن نرفع شكوانا إلى الله الحكم العدل، و هو الكفيل سبحانه بنُصرتنا و إنصافنا.