نجح الانقلابيون في وضع الاقتصاد المصري على أول طريق النهاية التي بدأت تحيط به من كل جانب بعد ما ارتكبوه من مجازر في حق الشعب المصري أثناء فض الاعتصامات السلمية بالقوة فجر أمس الأربعاء ، الأمر الذي ترتب عليه ردود فعل غاضبة ليس في كل محافظات مصر بل على مستوي العالم أجمع الذي خرج مندداً بهذه المجازر.
لم يضع الانقلابيون نصب أعينهم مصير هذا الشعب ومصير اقتصاده الذي يعاني على مدار الفترة الماضية حتى بلغ مرحلة النهاية منذ الانقلاب العسكري ووصل أشد مراحل ضعفه عقب مأساة الأمس.
ورغم عناد الانقلابيين واعتقادهم بأن ردود الأفعال العالمية على مجازرهم لا تحرك لهم ساكن إلا ان ارتباط مصر واقتصادها بالاقتصاد العالمي والعلاقات مع غيرها من الدول قد يعرضها لحصار اقتصادي وقطع علاقات لات كون في صالح هذا الاقتصاد نهائياً.
وبعيداً عن الخسائر المحلية سواء المتعلقة بالسياحة أو الاستثمار المحلي أو البورصة أو توقف المؤسسات المالية بأكملها عن العمل متمثلة في البنوك والصرافات والبريد والبورصة وغيرها ، فضلاً عن توقف حركة التجارة ، فإن ردود الأفعال الخاريجة بدأت تحصار اقتصاد الانقلابيين سواء فيما يتعلق بانسحاب بعض المستثمرين من السوق المصري أو توقف إنتاج بعض الاستثمارات الأجنبية في مصر أو قطع العلاقات التجارية.
كانت أحداث العنف أمس ألقت بظلالها بمزيد من الأعباء على ديون مصر الخارجية ، حيث سجلت تكلفة التأمين على ديون مصر من مخاطر عدم السداد ارتفاعاً قياسياً اليوم الخميس ، وبحسب مؤسسة ماركت ارتفعت تكلفة التأمين على ديون مصر لخمس سنوات 30 نقطة أساس إلى 800 نقطة أساس مسجلة أعلى مستوياتها في ستة أسابيع.
على نفس المستوي فوجئ سوق السيارات بمصر ببيان من شركة جنرال موتورز اليوم الخميس تؤكد فيها أنها أوقفت الإنتاج في مصنعها لتجميع السيارات في مدينة السادس من أكتوبر بمصر وأغلقت مكتبها المحلي بعد صدامات دامية أثناء فض الاعتصامات بالقوة أمس.
كذلك قالت مجموعة الكترولوكس للأجهزة المنزلية يوم الخميس إنها أوقفت كل إنتاجها في مصر بسبب تصاعد الاضطرابات هناك ، وتعتبر هذه الشركة هي الشركة العالمية الثانية التي أوقفت عملها في مصر بعد أحداث العنف أمس ، حيث يعمل نحو 7000 عامل في نشاط الكترولوكس في مصر.
واستخدمت قوات الأمن المصرية الجرافات والقنابل المسيلة للدموع والذخيرة الحية يوم الأربعاء في فض اعتصامين لأنصار الرئيس محمد مرسي بالقاهرة والجيزة مما أسفر عن مقتل مئات الأشخاص.
ويبلغ حجم إيرادات الكترولوكس في مصر أكثر من ملياري كرونة (308 ملايين دولار) العام الماضي من إجمالى مبيعات بلغت نحو 110 مليارات كرونة.
في الوقت نفسه توقفت حركة الأفواج السياحية القادمة إلى محافظة الأقصر من مدن محافظة البحر الأحمر في إطار زيارة اليوم الواحد بسبب الأوضاع الراهنة ، واستمر فتح كافة المناطق الأثرية شرق وغرب الأقصر أمام الزوار؛ في الوقت الذي استمر فيه توقف حركة القطارات في الوجه القبلي ، كما تقوم هيئة السكة الحديد باسترجاع قيمة التذاكر للمواطنين عند حلول ميعاد كل قطارحسب تصريحات مسؤليها اليوم ، ومن المحتمل أن يستمر توقف حركات القطارات ليومين قادمين وهو ما يحقق خسائر باهضة لهذا القطاع.
يأتي ذلك في الوقت الذي حذرت فيه العديد من دول العالم رعاياها من السفر لمصر سواء لغرض السياحة أو غيره ، فيما قامت دول أخري بسحب رعاياها الموجودين حالياً خوفاً من مواصلة أعمال العنف ، الأمر الذي يضرب قطاع السياحة في مقتل ويزد من حركة الركود به.