قال الأستاذ وائل قنديل مدير تحرير صحيفة الشروق إن المعتصمين فى رابعة العدوية والنهضة ليسوا هم المخطوفون ذهنيا، كما زعمت الداخلية قبل أيام، لكن علامات الاختطاف الذهنى ظاهرة بوضوح فى خطاب مثقفى الانقلاب –حسب تعبيره-.
وأضاف أن حالة التشنج بلغت ببعضهم حدا غير مسبوق فى التعامل مع واقعة مقتل خمسة مصريين فى سيناء أول أمس، حيث بدوا كمن يستعرضون عضلاتهم المعلوماتية، كما لم يتوقف أحد منهم عن حالة التلعثم والارتباك والتخبط التى هيمنت على الخطاب الرسمى بشأن العملية، ولم يهتم أحد بكشف غموض ما جرى، متجاهلين ما ذكرته وسائل الإعلام الصهيونية من كون العملية تمت بواسطة طيران العدو بالتنسيق مع السلطات المصرية.
أم أن ما جرى هو إطلاق صواريخ إسرائيلية داخل الأراضى المصرية فقتل خمسة مصريين؟ أم أنه كان على الجميع أن ينتظروا نتائج التمشيط قبل أن يتطوعوا بالفتوى وارتداء مسوح كهنة التحليل الاستراتيجى؟
وضرب قنديل مثالا على علامات الاختطاف الذهنى الواضحة بأحد الإعلاميين الذين زعموا أن العملية تمت بتعاون إخوانى حمساوى أمريكانى صهيونى لإحراج حكام مصر العسكريين، فى تجاهل تام لمعطيات الواقع، وتحليق فى فضاءات الهلوسة و«الخيال العكشى».
وأكد قنديل أن الحادثة كشفت عن فاجعة حضارية وقومية جعلت البعض يؤمن بأن عدو مصر ليس من اغتصب فلسطين المحتلة، وإنما هو المصريون المعتصمون ضد انقلاب ٣٠ يونيو فى الميادين المصرية، وأن تحرير رابعة العدوية بات مقدما على تحرير القدس، وأن فرض الهيمنة الكاملة على نهضة مصر له الأسبقية على تأمين سيناء والسيادة عليها.