مليونية لإسقاط الانقلاب، وأخرى لدعمه، هكذا قرر المصريون الخروج اليوم في مظاهرات حاشدة بالشوارع والميادين، كل حسب وجهته وهدفه، الأول خرج استمراراً لانتفاضته ضد الانقلاب، والثاني خرج تلبية لدعوة القائد العام للقوات المسلحة… إلا أن المشهد بدا مختلفاً عما كان متوقعاً له.
فمظاهرات جمعة الفرقان التي دعا لها رافضو الانقلاب والمؤيدون للشرعية، جابت شوارع وميادين المحروسة، منذ الصباح وبلغت ذروتها بعد صلاة الجمعة حيث انطلقت من المساجد والميادين الكبرى، وظلت هذه الحشود الغفيرة تجوب في مسيرات هذه الشوارع والميادين، وظل الجميع ينتظر الحشود المقابلة التي خرجت تلبية لنداء السيسي، حيث أنه وحتى الساعة الخامسة من مساء هذا اليوم، ظلت الميادين التي قرر مؤيدو السيسي الاحتشاد بها خالية من المتظاهرين إلا قليلاً قبل أن يبدأ المتظاهرون في التوافد مع انكسار حدة الحرارة، واقتراب موعد الإفطار.
مؤيدو الانقلاب، يبدو أنهم اعتبروا أن تلبية دعوة السيسي لم تشترط وقتاً محدداً، ولذلك يبدو أنهم آثروا الانتظار حتى تنكسر الحرارة ويقترب موعد الإفطار، حتى إذا ما وصلوا للميادين وأفطروا ، استعدوا للكرنفالات والمهرجانات التي تم إعدادها خصيصاً لهم من أجل جذبهم للمشاركة في مليونية التفويض، حيث من المنتظر أن يحيي عدد من المطربين والفنانات الاستعراضيات، حفلاً بكل من ميدان التحرير ومحيط قصر الاتحادية.
على الجانب الآخر، يقف رافضو الانقلاب صائمين وصامدين أمام حرارة الجو، مواصلين مظاهراتهم التي تدخل يومها الـ 28 دون أي كلل أو ملل، فهل يمني الفريق السيسي نفسه أن يكون مؤيديه على نفس هذه الدرجة من الجلد والصبر، ويستمروا في الميادين كل هذه الفترة، أم أن أقصى ما يتمناه هو تلك الصورة الجوية التي تستعد طائرات الجيش لالتقاطها ولكن فور وصول آخر مدعو لحفل التفويض،، طبعا قبيل غروب شمس يوليو الحارقة.