فور أن أعلن الفريق عبدالفتاح السيسي، عن دعوته للشعب المصري للنزول لتفويضه لمواجهة ما أسماه الإرهاب، أعلنت القنوات التلفزيونية سواء الحكومية أو الخاصة، حالة الطوارئ، من أجل حث المصريين على تلبية هذه الدعوة، وحشد أكبر عدد ممكن من الجماهير في محاولة لاستعادة مشهد 30 يونيو الماضي.
الحشد الجماهيري، لم يكن هو المهمة الوحيدة لهذه القنوات، إذ على غير العادة، قررت مختلف القنوات سواء قنوات المسلسلات والمنوعات والرياضة وغيرها، تغيير خارطة برامجها لهذا اليوم، أو بالأحرى إلغاء هذه الخارطة برمتها، وتخصيص البث فقط لمظاهرات تأييد السيسي.
ولعل هذا القرار، تكمن صعوبته في أنه يأتي متزامناً مع عرض البرامج والمسلسلات الرمضانية التي تمثل لدى هذه القنوات، مصدراً هاماً للربح خلال هذه الفترة من العام، الأمر الذي يجعل هذه القنوات نادراً ما تغير هذه الخارطة الرمضانية، إلا في حالة الضرورة القصوى.
اللافت للأمر هنا، تحول قنوات ليست إخبارية، للتغطية الكاملة لهذه الفعاليات، خاصة قنوات النيل المتخصصة كالأسرة والثقافية والمنوعات وكوميدي وغيرها، ما يشير إلى أن هذه القنوات التابعة للدولة، تحت تصرف «صاحب الدعوة» وهو الفريق السيسي، وأصبحت مسخرة بالكامل لخدمة وزير الدفاع، حيث تعد هذه السابقة الأولى من نوعها، أن يتم تخصيص كل قنوات التليفزيون لخدمة وزير الدفاع، الأمر الذي يؤكد ما يقوله كثيرون أن السيسي هو الحاكم الفعلي في مصر.
