17 يوماً مرت على اعتصام مؤيدي الشرعية بميدان رابعة العدوية بالقاهرة، والذي بدأ يوم الثامن والعشرين من يونيو الماضي أي قبل يومين من التظاهرات التي خرجت تطالب برحيل مرسي والتي أدت إلى إعلان الجيش عزل الرئيس.
وغداً الإثنين سيكون هو اليوم الـ 18 للتظاهر والاعتصام والذي بدأ لحماية الشرعية وأصبح الآن شعاره رفض الانقلاب العسكري والمطالبة بعودة الرئيس المعزول، هذا الرقم، ليس رقماً عادياً لكل من شارك في ثورة يناير 2011، إذ أعلن مبارك تنحيه عن الحكم بعد 18 يوماً من تظاهر المصريين ضده بميدان التحرير وغيرها من ميادين مصر.
وللمصادفة، فإنه تزامناً مع مرور 18 يوماً على اعتصام رابعة العدوية، فمن المنتظر أن تخرج مسيرات وتظاهرات ضخمة غدا في مختلف ميادين مصر وعلى رأسها رابعة العدوية والنهضة ورمسيس، وهي التظاهرات التي من المتوقع أن تكون أكثر زخماً من سابقاتها خاصة مع ارتباط خروج المسيرات بالمساجد بعد صلاة التراويح في رمضان ما يعني وجود حشد كبير في هذه المظاهرات.
وبعيداً عن المصادفة بين المشهدين .. مشهد التحرير 2011 ورابعة 2013… فإن ثمة اختلاف واضح بين طبيعة المشهدين.. ففي يناير 2011 كانت الملايين على قلب رجل واحد تصطف في الميادين تطالب برحيل مبارك، أما في مشهد رابعة 2013 فما يزال الإعلام يحاول تصوير المشهد على أنه مجرد اعتصام لجماعة الإخوان المسلمين، على الرغم مما يبدو من المشهد أن أطيافاً عديدة حتى من غير المحسوبين على التيارات السياسية والإسلامية يشاركون في هذا الاعتصام دعماً للشرعية.
في التحرير 2011 فضل الجيش أن يقف على الحياد – أو هكذا صرح – ولكن المشهد في رابعة 2013 مغاير تماماً، إذ أن المظاهرات هذه المرة تخرج في وجه قيادات الجيش أنفسهم الذين انقلبوا على الشرعية ما يجعل هذه المواجهة أشد صعوبة من ثورة يناير، حيث لا يقف الجيش على الحياد بل هو طرف أصيل في الصراع والذي يبدو أنه سيطول ولن تكفي المتظاهرين 18 يوماً فقط بل لا يستعبد أن يكون أمد هذا الصراع ممتداً لـ 18 شهراً.
