«قبل أسبوعين من مظاهرات 30 يونيو.. وتحديداً يوم الخامس عشر من نفس الشهر.. وقف الرئيس محمد مرسي وسط آلاف من أنصاره بالصالة المغطاة بستاد القاهرة في مؤتمر نصرة سوريا معلناً قطع العلاقات بشكل كامل مع نظام بشار الأسد مؤكداً دعمه الكامل للشعب السوري في ثورته».
وفور إعلان الجيش عزل مرسي في الثالث من يوليو تبدلت أوراق اللعبة، فلم تعود فقط للمربع رقم واحد ولكنها تغيرات 180 درجة حيث أعيد فتح السفارة السورية بالقاهرة كما عاود السفير المصري بدمشق مهام عمله، ولم تقف الأمور عند هذا الحد ولكن اتخذت السلطات المصرية قراراً منذ أيام بعدم دخول السوريين إلى الأراضي المصرية دون الحصول على تأشيرات، في الوقت الذي رفضت فيه سفارة مصرمنح تأشيرات للسوريين النازحين من بلادهم.
من جانبها أبدت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، التابعة للأمم المتحدة، هذا القرار والذي أدى إلى إعادة عدة طائرات تقل مئات من السوريين، معربة عن قلقها الكبير حيال التدبير الذي فرضته السلطات المصرية منذ بداية الأسبوع بفرض التأشيرة على السوريين الراغبين فى التوجه إلى القاهرة.
وفي بيان صدر في مقر المفوضية بجنيف، مساء الجمعة، أبدت المفوضية أيضا قلقها حيال معلومات تحدثت عن إعادة مصر سوريين إلى بلادهم التي تشهد نزاعا داميا.
وقال رئيس المفوضية، أنطونيو غوتيريس، في البيان: «أدعو السلطات المصرية كما دعوت كل الحكومات الأخرى في العالم، إلى استقبال وحماية جميع السوريين الذين يطلبون اللجوء في بلدانها».
التحريض الإعلامي ضد السوريين
لم تكتف معالم التغير المصري – بعد مرسي – تجاه سوريا عند هذا الحد ولكن تخطته لتصل ذروتها لدى وسائل الإعلام التي انتهجت فجأة لهجة تصعيدية وخطاباً يحض على كراهية اللاجئين السوريين في مصر.
واستنكرت 9 منظمات حقوقية مصرية هذه السياسة التحريضية من قبل وسائل إعلام خاصة ضد السوريين مبدية تخوفها من أن يصل هذا التحريض والخطاب الإعلامي غير المسئول حد التحريض وتهديد أكثر من مائتي ألف لاجئ سوري يعيشون في مصر بظروف لا يحسدون عليها.
وقالت المنظمات في بيانها، أن التحريض بدأ على قناة أون تي في على لسان الإعلامي يوسف الحسيني الذي حض على الاستهتار بالقانون وقيم حقوق الإنسان عند التعامل مع الخصوم السياسيين، ثم مع اللاجئين السوريين، بدلا من إعماله لمواثيق الشرف الصحفية التي تؤكد على تغليب القانون والمبادئ الإنسانية.
كما أدانت المنظمات لجوء بعض الإعلاميين لنشر أخبار ومعلومات مغلوطة تثير الكراهية ضد الشعبين السوري والفلسطيني لاسيما الإعلاميين «عمرو أديب – لميس الحديدي – أحمد موسى» في قنوات سي بي سي وقناة التحرير، والذين أذاعوا في برامجهم التي تبث على القنوات الفضائية معلومات كاذبة حول الشعب الفلسطيني من شأنها الحض على كراهيته.