أثار ظهور صور الرئيس المخلوع حسني مبارك في ميدان التحرير- الذي كان رمزا للثورة ضد نظامه البائد- موجة غضب عارمة ضد عدد من رموز المعارضة الذين مهدوا الطريق لهذه الخطوة من خلال العديد من التصريحات التي سبقت الدعوة لتظاهرات 30 يونيو.
فقد برر مؤخرا هؤلاء السياسيون اعتمادهم على فلول النظام السابق لإسقاط الرئيس محمد مرسي، ومنهم حمدين صباحي القيادى في جبهة الانقاذ الوطني والذي لم ينتقد مشاركة فلول النظام السابق في تظاهرات 30 يونيو، خلال مشاركته في برنامج العاشرة مساء على قناة "دريم" الفضائية.
الخلط بين الثوار والفلول
واكتفى صباحي بالإشارة إلى أنه لا يصح أن يطرح المعتصمون على بعضهم البعض تساؤلا حول توجهاتهم السياسية السابقة، قائلاً: لا يصح أن يسأل شخص شخصا آخر يشارك معه في اعتصام ..من كنت ترشح من قبل ".
ولم يفرق صباحي في تصريحاته بين الثوار الحقيقيين وفلول النظام السابق، حيث اعتبرهم جميعا سواء، قائلا :"في هذه اللحظة نعتبر الشعب المصري كله بإذن الله على قلب رجل واحد ويبحث عن مصلحة وطنية عامة وهي استكمال الثورة وانهاء الاستبداد".
أعداء الثورة .. أصدقاء ميدان اليوم
وعلى نفس الصعيد، تحول موقف الدكتور محمد البرادعي رئيس حزب الدستور من رفض التصالح مع رموز النظام السابق الذي كان يعتبره إجهاضا للثورة، إلى تأييد التصالح معه.
وقال البرادعي في فيديو تداوله نشطاء على الإنترنت: "علينا بالمصالحة الوطنية بمفهوم المصالحة مع ما يطلق عليه النظام السابق بإستثناء من ارتكب جرائم".
الفلول قادة التظاهرات
وقد انعكست هذه التصريحات على شكل تظاهرات أمس حيث احتضنت عددا كبيرا من الفلول، ووصل الأمر إلى قيادة بعضهم للتظاهرات، حيث تداول نشطاء على الإنترنت فيديو لمعتز الشاذلي نجل القيادي الراحل بالحزب الوطني كمال الشاذلي، وهو يقود المظاهرات التي انطلقت عصر أمس من المنوفية لإسقاط حكم الرئيس مرسي وسط ترحيب كبير من المتظاهرين الذين تعدوا المئات.
و حينها ردد المتظاهرون هتافات: "بنحبك يا كمال" " يحيا يحيا الحزب الوطني" "يسقط حكم المرشد" "مبارك مبارك" .
فيما تحدث نشطاء على موقع "تويتر" عن طرد الناشطة هند نافع من ميدان التحرير لهتافها "يسقط يسقط حكم العسكر" عندما هلل المتواجدون بالميدان لطائرات الهليكوبرت التابعة للقوات المسلحة عند مرورها، حيث كانت هند نافع قد تعرضت للسحل في ميدان التحرير في أحداث مجلس الوزراء 2011 وتم تقييدها في سريرها بالمستشفى ورفضت زيارة المشير طنطاوي رئيس المجلس العسكري الحاكم أنذاك.
طرد الثوار من الميدان
وقد أثار هذا التحول الخطير ودخول الفلول تحت عباءة "الثورة"، انتقادات حادة من جانب عدد من الناشطين السياسيين بعد أن وجدت تصريحات بعض السياسيين المحسوبين على الثورة، صدى لها على أرض الواقع، حيث قال عبد الرحمن منصور، مؤسس صفحة كلنا خالد سعيد، إن هناك أصدقاء له طُردوا أمس الجمعة مسيرة مصطفى محمود لأنهم هتفوا "اوعى تنسى.. خليك فاكر.. الداخلية قتلت جابر. اليوم مات جابر".
وأضاف منصورعلى صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "عُدّت من ميدان التحرير قبل ساعة، صورة المخلوع مبارك تُوزّع بين الناس في الميدان وكثير منهم يتلقونها بكل ترحاب. هذه ليست ثورتنا".
كما انتقد الناشط وائل عباس – وهو أول مدون مصري- مشاركة الفلول في تظاهرات أمس، قائلا على صفحته على "الفيس بوك" :أنصار مبارك هم المسيطرون على مشهد التظاهر .. ورفع صور مبارك أصبح ظاهرا بالتظاهرات"، مؤكدا أنه لن يشارك في تظاهرة يقودها أنصار مبارك.
وكانت عدسة شبكة رصد الإخبارية قد رصدت بالأمس في ميدان التحرير صور الرئيس المخلوع مبارك، إلى جانب ميداليات عليها صور "المخلوع"، قبل أن يستمع "فلول الميدان" -في مفارقة لا تخلو من معنى- إلى أغنية الثورة " يا بلادى يا بلادى" التي ارتبطت في أذهان الثوار باللحظات الأولى لثورة يناير المجيدة، وتضمنت رسالة طمأنينة لأمهات الشهداء بأن دماء أبنائهم لم تذهب سدى على أيدي هذا النظام الجائر، وهو ما بات محل شك بعد مشاهد الأمس.
لمشاهدة الفيديوهات ..اتبع الروابط التالية :
بالفيديو: حمدين صباحي : اتـفـقـنـا مع النظام السابق لإسقاط مرسي في 30 يونيه
بالفيديو : البرادعي احنا مع المصالحه الوطنيه مع رموز النظام السابق
بالفيديو. نجل كمال الشاذلي يقود مظاهرات المنوفية