هناك العديد من التكهنات المطروحة عن الثورة السورية التى اشتبكت بعِقد الربيع العربى. حيث يزعم بعض الخبراء بأن الطرفان المتحاربان فى سوريا مدعومان من قِبَل قوى خارجي وأن متوسط عمر ذلك النوع من الحروب الأهلية يصل إلى أربعة أعوام.
ويبدو أنه من الصعوبة بمكان تقدير موعد انتهاء الصراعات القائمة فى سوريا والتى استغرقت وقتاً طويلاً مقارنةً بالثورات التونسية و المصرية والليبية.
ولكن عند النظر فيما يجرى فى دول الربيع العربى الأخرى نجد أن هناك عدداً من المتشابهات التى يمكن أن تُوصف على أنها "صدفة غريبة" أو "توافق مثير للاهتمام فقد لفت إنتباهى لقطة هامه لم تكن فى الحسبان وأنا أكتب ذلك المقال، آلا وهو (توافق الأرقام .) إذ ان لغة الارقام هى اصعب اللغات واعقدها تلك التى لا يعيها او يفهمها سوى القليلون من بنى البشر.
إذ لاحظت أن هناك توافقاً فى أرقام وتواريخ الأحداث التى وقعت فيها الثورات. وعند مطالعتى لعلم الأرقام المعروف بعلم أبحد توصلت لبعض النتائج العجيبة. حيث وجدت إشارات تؤكِّد التتابع والتسلسل الرقمي للأحداث فى الربيع العربى. وبنظرة سطحية لوقائع الربيع العربي يثير انتباهنا الأرقام والتواريخ التاليه؛
اندلعت الشرارة الأولى للثورة التونسية يوم السبت الموافق 18 ديسمبر 2010، تضامنًا مع الشاب "محمد البوعزيزى" الذى أضرم النار في جسده يوم الجمعه 17 ديسمبر. وتمكَّن الشعب التونسى بعد 28 يوماً من الإطاحة بـ"زين العابدين بن على" فى يوم الجمعه الموافق 14 يناير 2011.
أما المصريون فقد أطاحوا بـ"مبارك" يوم الجمعه الموافق 11 فبراير بعد 18 يوماً من التظاهرات التى بدأت يوم الثلاثاء الموافق 25 يناير. واحتفل المصريون بإطاحة الديكتاتور فى ليلة الحادى عشر من شهر فبراير 2011.
كما انتهت الانتفاضة والثورة الليبية التى انطلقت فى 17 فبراير 2011، بمقتل "معمر القذافى" فى يوم الجمعه الموافق 21 أكتوبر. حيث استمرت الثورة الدموية فى ليبيا 8 أشهر وخمسة أيام.
هرب "زين العابدين بن علي للمملكة العربية السعودية فى 14 ديسمبر. وبدأت الثورة المصرية -ثانى بلاد الربيع العربى- فى 25 يناير. وعند طرح تاريخ انتهاء الثورة التونسية من تاريخ بداية الثورة المصرية، ينتج رقم (11) <25-14=11>. والغريب هنا أن مبارك قد تم خلعه يوم 11 فبراير 2011.
يبرز أمامنا رقمى (8) و(11) فى مسيرة خلع الرؤساء الثلاثة. فضلاً عن أن الثلاثة قد تم الإطاحة بهم فى يوم الجمعة .
بالتوازى مع ما سبق انطلقت تصريحات رئيس الوزراء أردوغان الاخيرة في فى كلمته التى ألقاها يوم 16 يونيو 2013 فى ساحة "قازلى تشَشمه" بمدينة "إسطنبول" عقب انتهاء تظاهرات "جزى بارك" بميدان "تقسيم"؛ بما يقارب ما ذكرناه سابقا أيضا قائلا: "لم نسمح أبداً بالخروج عن القانون والديمقراطية فى الـ(18) يوماً الماضية". أشار أردوغان فى كلمته إلى 18 يوم. فهل يمكن أن يكن هذا كله مصادفة؟ خاصة مع انتهاء الصراع الهادف إلى عرقلة الربيع التركى الذى بدأ فى عام 2002 بتولى أردوغان إدارة البلاد فى 18 يوماً.
ربما لا يجد القارئ احيانا في هذا السرد الرقمى متعة تذكر وربما يصيبه الملل بعد الدهشة التى أصابته من التوافق الرقمى ان جاز الوصف ولكن الدلالة الكبيرة والمعجزة في علم الارقام انها تعطى مساحات كبيرة من الأمل الذى قد يتبخر بعد طول الامد والإصابة باليأس جراء بقاء الباطل حتى اللحظة . فالمشهد السورى القائم وبعد اكثر من عامين على انطلاق الثورة هناك لا يزال النظام المترنح والمتآكل في آن واحد . قابعا على انفاس الشعب المكلوم . إلا أن هذه الأرقام تعطي بصيص امل يدفع نحو ترقب ذلك اليوم الذى ربما يكون " جمعة " كأخرياته في دول الربيع العربي , مع تحسس رقمى "8" و "11" والذى وحتما وأكيدا …ستصيب لعناتهما بشار الاسد ..لينضم الى قافلة الرؤساء المخلوعين والمقبورين.
*****************
مدير مكتب ستا للدراسات والأبحاث – القاهرة