أكد خبراء تنمية بشرية على أن التحدي الذي يواجه الشباب في الوقت الراهن يتعلق بالقدرة على تحويل الأفكار والرؤى النظرية إلى واقع عملي، داعين المنظمات الشبابية إلى ضرورة التركيز على كيفية تطوير الذات وتنمية المهارات لدى الشباب بصورة تجعلهم على وعي كامل بحدود إمكانياتهم والطريقة العملية لاستغلال هذه القدرات في تنفيذ أهدافهم والتأثير الإيجابي في مجتمعاتهم، مشددين على ضرورة تحويل الأفكار الشبابية إلى واقع عملي باعتباره أحد أهم خطوات بناء الشخصية القيادية، وذلك خلال الحلقات النقاشية التي أقيمت على هامش فعاليات اليوم الرابع للمؤتمر السنوي الرابع لمنظمة "فور شباب" العالمية، المنعقد في العاصمة المصرية القاهرة ، الاثنين 23-6-2013م.
ففي البداية ذكر أياد الناشف خبير تنمية الشباب والمدير التنفيذي لمنظمة الكشافة الأمريكية، أن تحقيق الهدف لا يحتاج إلى نظام متكامل بقدر ما يحتاج إلى إرادة حقيقية في التغيير، مدللاً بثورات الربيع العربي الذي أطلقها الشباب بصورة عفوية غير مخطط لها، مؤكداً على ضرورة توخي أسباب النجاح.
ودعا الناشف الشباب إلى التحلي بالصبر ، فطريق الجنة ليس محفوفاً بالورد، حيث قال تعالى: (استعينوا بالصبر والصلاة)، لافتاَ إلى أن الحاجة إلى أن يضع الشباب أهداف معينة نصب أعينهم يسعون لتحقيقها بشتى الوسائل والصبر على النتائج التي قد لا تأتي مرضية في بعض الأحيان.
وأكد الناشف على أن قبول فكرة الاختلاف من التحديات التي يتعين على الشباب مواجهتها بفاعلية، لاسيما أنها سهلة من الناحية النظرية لكنها صعبة نظرياً، منتقداً في ذات الوقت عدم وجود تأطير للعمل المجتمعي الخاص بالشباب، وغياب التنسيق بين المنظمات الشبابية وافتقارها إلى الرؤية الواضحة.
بدوره يرى دكتور سامر أبو رمان خبير استطلاعات الرأي أن قلة الوعي بأهمية استبيانات الرأي يؤثر بالسلب على الدول العربية، لافتاً إلى أنه لكل مليون مواطن عربي ثلاثمائة باحث فقط، في حين أن في الدول المتقدمة لكل مليون مواطن أربعة آلاف باحث، مضيقاً أن الإسلام هو أول من طبق هذه الاستطلاعات حيث قام سيدنا عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ باستغلال مواسم الحج لمعرفة آراء المسلمين في حكامهم، والوقوف على أحوالهم.
وأشار إلى ضرورة اهتمام الشباب بالبحث عن مصداقية بعض مراكز الأبحاث التي تنشر آراء غير محايدة، هادفة إلى التأثير في الرأي العام بصورة قد تشوش الحقائق والمفاهيم لدى الشباب، أو توجيههم نحو سياسات وأفكار خاطئة.
فيما انتقد الدكتور محمد عبد الجواد ، رئيس مجلس إدارة رؤية أكاديمي للإدارة والتنمية البشرية، المبالغة في الاهتمام بالعموميات فيما يخص قضايا الشباب، فمثلاً تركز كثير من المؤسسات على مفاهيم مثل تنمية الذات وتعرض المشكلة دون أن توضح الخطوات العملية التي يتعين على الشباب اتباعها لتحقيق هذا الهدف.
ودعا عبد الجواد الشباب إلى ضرورة اكتشاف الصفات والمهارات المميزة عن الآخرين وقيام المؤسسات الشبابية بتطبيق فكرة نقل الخبرات للآخرين عن طريق نقل خبرات الكبار للشباب بصورة تجعل هناك تناغم وتواصل بين الأجيال، موجهاً حديثه للشباب بقوله: " لا تستصغروا أنفسكم فأنتم من تتحملون المسؤولية، وأنتم قادة المستقبل وعليكم أن تكونوا مؤهلين لدوركم الريادي لخدمة مجتمعكم وأمتكم".