أكد دكتور ياسين اقطاي – مدير معهد التفكير الاستراتيجي بأنقرة- أن الربيع العربي في تركيا بدأ عام 2002 عندما شارك الشعب في انتخابات حرة وقال الشعب كلمته في رفض وصاية الجيش وبعض العناصر التي سيطرت علي الحكم دون وجه حق وربما بالتزوير وكانت تعمل تلك العناصر كانت تمثل الدولة العميقة في تركيا حتى وقت قريب.
وأوضح أقطاي- خلال مشاركته في ورشة عمل عن الديمقراطية والتنمية في تركيا ،أمس الأربعاء ، بالتعاون بين مركز التفكير الاستراتيجي في أنقرة ومجلة الديمقراطية ،إحدى إصدارات مؤسسة الأهرام – أن بعض المعارضين استخدم مصطلح الربيع العربي لأنهم لا يريدون الانتخابات لأنهم يعرفون أنهم سيخسرون فيها ، مشيرا إلي أن هناك بعض الفئات لها مصالح رغم النجاح الاقتصادي الكبير وزيادة التأييد الشعبي لاردوغان ليصل إلي 55%.
وأضاف أن الشعب التركي لا يقبل سيطرة الأقلية علي الأغلبية مرة أخري ، وقال:"لو كان هناك شخص واحد له حق فهذا الحق يحترم"، مشيرا إلي أن القرار الصادر بخصوص بيع الخمر لا يعني المنع بل التنظيم فقط، كما أن الأقلية في الماضي فرضت علي المحجبات البقاء في المنازل ومنعوهم من دخلوا الجامعات.
وتابع أقطاي أن حق التظاهر هو حق طبيعي في كل مجتمع ديمقراطي، مضيفا أن المجتمع شيء متنوع ولا يمكن أن يكون متجانس والدولة الديمقراطية تقوم بدور الحكم وأن تكون محايدة بين جميع الأطراف وأن تعمل بالعدل لتحقيق حقوق الشعب، وقال أن الدولة الديمقراطية لا تعني انه لا يوجد اختلاف آو معارضه، مؤكدا انه قبل عام 2002 كانت الأقلية تسيطر علي الأغلبية في تركيا بدعم من الغرب.
وأشار مدير معهد التفكير الاستراتيجي إلي أن شرعية الصندوق لا تعني كل شيء في العلمية الديمقراطية كما إنها لا تعني "لا شيء" ، مضيفا أن الانتخابات هي الخطوة الأولي والشرط الأساسي في كل النماذج الديمقراطية، كما أن الصندوق يعطي حق الإدارة لمن يحصل علي الأغلبية.
وشدد أقطاي أن تركيا تهتم بالبحوث والاقتراحات الصادرة من المجتمع المدني ومراكز التفكير الاستراتيجي تساعد في إنتاج المقترحات والسياسات للحكومة.
وأكد علي أن الديمقراطية هي عملية متواصلة ويتم ترسيخها باستمرار ثقافيا ومؤسسيا وهي مسألة مهمة للغاية، وأختتم كلامه قائلا: إذا كان الربيع أتي للمطالبة بالديمقراطية والتنمية فان تركيا بدأته منذ عام 2002 عندما وصل حزب العدالة والتنمية للحكم.
