زعمت صحيفة الديلي ستار اللبنانية الناطقة باللغة الإنجليزية أن المظاهرات الأخيرة التي شهدها ميدان تقسيم التركي اعتراضا على سياسات رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أربكت حاكم دول الربيع العربي الذين يعتبرون "تركيا أردغان" نموذجا ناجحا للإسلام السياسي، عقب الثورات التي اندلعت في الربيع العربي وتولي في أعقابها حكام ذوو توجهات إسلامية.
وأضافت الصحيفة في تقرير لها: على طول البحر الأبيض المتوسط تراقب دول الربيع العربي عن كثب الأحداث الأخيرة في تركيا وتداعياتها، وبحسب " عنطوانبصبوص " الخبير بشئون العالم العربي في باريس، فإن الحكومات الإسلامية في كل من مصر وتونس يجب أن تتابع بقلق المشاكل التي يواجهها نظام رئيس الوزراء التركي رجب أردوغان، لأنه النموذج الناجح للإسلام السياسي، وطالما نظر حكام مصر وتونس الى تركيا على أنها مثال ناجح للديمقراطية الإسلامية المعتدلة.
وعن نظرة النظام التونسي الحاكم متمثلا في حزب النهضة لـ "الطريقة الإردوغانية" في الحكم، قالت الديلي ستار إن حزب النهضة الإسلامي الحاكم عبر عن إعجابه علانية بـ"النظام التركي" بينما النظام المصري المتمثل في شخص الرئيس محمد مرسي فقد خاطب أنصار حزب العدالة والتنميةخلال زيارته لتركيا سبتمبر 2012 ممتدحا حزب أردوغان بأنه "مصدر إلهام".
ومن ناحية أخرى أضافت الديلي ستار: لكن كل بلدان الربيع العربي تعاني من حالة الاستقطاب السياسي المرتفعة بين الإسلاميين والعلمانيين، والإتهامات الموجهة للإسلاميين بأنهم فشلوا في وعودهم في صيانة الحقوق والحريات، وفي مصر يربط العديد بين الاحتجاجات التي شهدتها تركيا وتلك التي تحدث في مصر نهاية الشهر الجاري في الذكري الأولى لحكم الرئيس مرسي، وذلك في الوقت الذي يرى فيه أنصار الرئيس المصري وحزب الحرية والعدالة الجناح السياسية للإخوان أن هذه الحالة من الاستقطاب الهدف منها سحب البساط من تحت الأنظمة الإسلامية الحاكمة.
