"تونس الدولة الصغيرة الوحيدة الناجية ديمقراطيا من بلدان الربيع العربي، هكذا بدأت مجلة فورين بوليسي الأمريكية في وصف الحالة التي وصلت لها بلدان الربيع العربي من تونس وحتى سوريا، لتكمل المجلة الأمريكية تقريرها: لقد أصبح فجر الربيع العربي أكثر قتامةً، فالاخوان المسلمون في مصر مستمرون في الهيمنة على السلطة، بينما تسيطر المليشيات المسلحة في ليبيا، وفي البحرين يسود الاضطهاد  والقمع، والى سوريا حيث لا يعلو صوت فوق صوت المجازر والقتل.
وعن نظرة العالم العربي لتونس اليوم أضافت فورين بوليسي: تعتبر تونس أفضل بلدان الربيع العربي حالا، حيث ينظر اليها العالم العربي على أنها أنجح دولة من حيث الفترة الانتقالية في جميع بلدان الربيع العربي التي شهدت ثورات بها، فعقب سقوط الديكتاتور السابق زين العابدين بن علي انتقلت تونس بسرعة الى إجراء الانتخابات، التي فاز فيها حزب النهضة بـ41% من الانتخابات.
وقالت المجلة الأمريكية إن راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة قد قال في حوار سابق، إن النجاح يرجع الى تشكيل حكومة من الإسلاميين والليبراليين المعتدلين، مضيفا: هذان التياران المختلفان ظلا على نزاع استمر لخمسين عاما بالمنطقة لكن، تونس اثبتت أنه بإمكانهما العمل.
وامتدحت المجلة الأمريكية الطريقة المتأنية لوضع الدستور التونسي الذي من المتوقع أن يتم التصديق عليه في القريب العاجل، على الرغم من تخوف بعض المنظمات الحقوقية من عدم وجود ضمانات كافية تكفل التزام الحكومة التونسية بحقوق الإنسان في الدستور الجديد.
كما نقلت فورين بوليسي عن راشد الغنوشي تأكيده على أن الدستور الجديد يجب أن يرضي جميع التيارات الايدولوجية ولن يتم وضعه على مقاس حزب معين.