أكدت الحكومتان الفرنسية والبريطانية أن لديهما دليلا قويا على استخدام غاز السارين في سوريا.
وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إن عينات من الدم والبول تم فحصها من ضحايا الهجوم على بلدة سراقب الشمالية أثبتت ذلك.
وأضاف فابيوس أن هذه النتائج تم تسليمها إلى الأمم المتحدة عقب اختبارات أُجريت على عينات من الأراضي السورية.
وتابع أن بلاده تبحث مع عدد من الدول الإجراءات الواجب اتخاذها في هذا الصدد.
من جانبها قالت بريطانيا إنها حللت عينات أثبتت استخدام غاز السارين في سوريا.
وجاء على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية بأن لندن حصلت على عينات فيزيولوجية من داخل سوريا أثبتت استخدام غاز السارين.
وكانت الأمم المتحدة قد قالت في وقت سابق "إن هناك ما يشير إلى استخدام أسلحة كيماوية في سوريا"، وحثت الدول الكبرى على عدم إتاحة الحصول على مزيد من الأسلحة للأطراف المتنازعة.
وقال فابيوس إن عينات أخذت من مناطق لم يحددها في سوريا وفحصت في فرنسا وقد عثر على آثار غاز السارين في بعض تلك العينات، وسلمت نتائج الفحوص المخبرية للأمم المتحدة.
وكان كل من النظام السوري والمعارضة قد اتهم الطرف الآخر باستخدام الأسلحة الكيماوية.
و شكلت الأمم المتحدة فريقا خاصا للتحقيق في موضوع استخدام الأسلحة الكيماوية، واشترطت حرية وصول أفراد الفريق إلى كافة الأماكن.
وكانت الولايات المتحدة وبريطانيا قد قالتا إن هناك أدلة متفاوتة القوة على استخدام قوات النظام السوري أسلحة كيماوية.
وطالب الرئيس الأمريكي باراك أوباما بإجراء فحوص دقيقة للتأكد من استخدام الأسلحة الكيماوية، وقال انه إذا ثبت استخدامها "فستتغير قوانين اللعبة".
وتنفي الحكومة السورية استخدام قواتها أسلحة كيماوية، وتقول ان التقارير مبنية على "أكاذيب".
وقد أجريت التحاليل بعدما هرب صحفيون من صحيفة لوموند الفرنسية عينات من الدم والبول خارج الحدود السورية، إثر عمليات يعتقدون أنها هجمات بالأسلحة الكيماوية في العاصمة دمشق ومدينة سراقب، شمالي البلاد.
وقال البيت الأبيض يوم الثلاثاء إن الولايات المتحدة تواصل جهودها للبحث عن أدلة على استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا.
وكانت واشطن ولندن قالتا إن الأدلة تتزايد على أن القوات الحكومية السورية استخدمت غاز السارين.
وتقول حكومة الرئيس بشار الأسد إن هذه الادعاءات لا سند لها، واصفة إياها "بالكذب".
وعبر فريق تابع للأمم المتحدة عن استعداده للذهاب إلى سوريا للتحقيق في قضية الأسلحة الكيميائية، لكنه اشترط أن يمنح حرية التنقل وحق التحقيق في جميع الادعاءات.
وتقود روسيا والولايات المتحدة مبادرة لتنظيم مؤتمر سلام عن سوريا في جنيف خلال الأسبوعين المقبلين.
ويجري المبعوث الخاص للأمم المتحدة، الأخضر الإبراهيمي، محادثات في جنيف مع دبلوماسيين روس وأمريكيين بهدف جمع طرفي النزاع في سوريا ودفعهما إلى المفاوضات.
ويوجد توتر بين الإتحاد الأوروبي وروسيا بشأن اعتزام الأوروبيين رفع حظر الأسلحة المعارضة السورية، وبين الولايات المتحدة وروسيا بشأن تزويد موسكو نظام بشار الأسد بالسلاح.