أعربت فرنسا مجددًا، اليوم الثلاثاء، عن قلقها البالغ إزاء الاحتجاجات في عدد من المدن التركية لليوم الرابع على التوالي.
وقال فيليب لاليو، المتحدث الرسمي باسم الخارجية الفرنسية، في مؤتمر صحفي اليوم، إن باريس تدعو السلطات التركية إلى ممارسة ضبط النفس والعمل على تهدئة الأوضاع، مشيرًا إلى أن وزير الخارجية لوران فابيوس سبق وأن أهاب أول أمس الأحد بسلطات أنقرة ضرورة التحلي بضبط النفس.
وأكد لاليو، أن فرنسا تتمسك بالحق فى التظاهر والتعبير، مناشدًا قوات الأمن التركية بالتعامل السلمي مع المحتجين.
وأضاف في معرض رده على أسئلة الصحفيين، أنه على حكومة أنقرة أن تتخذ التدابير اللازمة، لضمان أن تجري المظاهرات في إطار من السلمية، وأن يعود الهدوء إلى البلاد.
وأوضح الدبلوماسي الفرنسي، أن باريس وأنقرة تربطهما علاقات وثيقة فى شتى المجالات ، مشيرًا إلى تطابق وجهات النظر بين الجانبين حيال القضايا الدولية والإقليمية، وخاصة الأزمة السورية الحالية.
وأوضح أن فرنسا وتركيا تنسقان مواقفهما وتحركاتهما فى محاولة للوصول إلى مخرج للصراع السوري، مضيفًا أن تركيا تبذل جهودًا كبيرة لاستقبال اللاجئين والنازحين السوريين، الذين يفرون من أعمال القمع والعنف التي تشهدها سوريا.
وردًا على سؤال حول الإجراءات التي اتخذتها فرنسا لضمان سلامة رعاياها بتركيا، قال لاليو، إن بلاده دعت مواطنيها بتركيا إلى توخي الحذر وعدم الاقتراب من المناطق التي تشهد التظاهرات والاحتجاجات في العديد من المدن.
وأضاف ان الرسائل فى هذا الشأن يتم توصيلها للجالية الفرنسية بتركيا عبر البوابة المخصصة لنصائح المسافرين على الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية، ويتم من خلالها دعوتهم إلى تجنب أماكن التظاهر والتجمعات وتوخي الحذر في تحركاتهم، خاصة مع تواصل الحركات الاحتجاجية في العديد من المدن التركية، وتصل في بعض المناطق إلى اشتباكات عنيفة.
وأشار إلى المعلومات المحدثة أولا بأول بالنسبة لتطورات الأوضاع ونصائح الفرنسيين بتركيا متوفرة على المواقع التمثيل الدبلوماسي الفرنسي بتركيا ، مؤكدًا أن عدد المواطنين الفرنسيين المسجلين على قوائم الرعايا بتركيا يبلغ حوالى 7307 أشخاص، من بينهم 5714 بإسطنبول.
وكانت فرنسا، قد دعت أول أمس الأحد السلطات التركية إلى ممارسة ضبط النفس فى مواجهة المظاهرات، التى تشهدها مدينة إسطنبول وعدد من المدن التركية حاليًا.
وحث وزير الخارجية الفرنسي السلطات التركية إلى ممارسة "ضبط النفس ضد المتظاهرين"، الذين يحتجون منذ الجمعة الماضية على سياسات رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان.
وأضاف أن "موقف فرنسا يقوم على دعوة سلطات أنقرة إلى ضبط النفس والمضي صوب التهدئة" ، معربًا عن أمله أن تقوم حكومة أنقرة "بتحليل أسباب" الاحتجاجات.
ووصف وزير الخارجية الفرنسي ما تشهده تركيا من احتجاجات، بأنه "أمر مقلق".
ورفض رئيس الدبلوماسية الفرنسية الربط بين ما تشهده تركيا حاليًا واندلاع فكرة "الربيع التركي" على غرار ما يعرف بـ"الربيع العربي"، مذكرًا أن الحكومة التركية منتخبة بشكل ديمقراطي.
وتتواصل الاحتجاجات في عدد من المدن التركية منذ يوم الجمعة الماضي، مما أدى وبحسب التقارير الإعلامية إلى مقتل شخصين وأكثر من 1700 جريح في أعمال عنف، رافقت المظاهرات المناهضة للحكومة التركية.