قال عصام الحداد-مساعد الرئيس محمد مرسى للشئون الخارجية- إن مصر ترى ضرورة التفاوض من جديد حول الاتفاقية الإطارية الخاصة بتقسيم مياه النيل، المعروفة باسم اتفاقية "عنتيبى".
وأضاف الحداد، في بيان له اليوم الخميس، أن مصر" ترى ضرورة إطلاق التفاوض من جديد للتوصل إلى اتفاق يرضى كافة الأطراف، من خلال تبنى مفهوم عدالة الاستخدام الذى لا يعنى تقاسم المياه بالتساوي، ولكن توفير المياه اللازمة لاحتياجات كل دولة من دول الحوض أخذا في الاعتبار مواردها المائية الأخرى بخلاف نهر النيل".
وأشار إلى أن "محاولات التفاهم مستمرة مع أثيوبيا حول كيفية إدارة مشروع سد النهضة الأثيوبي من خلال قضايا فنية عديدة تشمل المواصفات الهيدروليكية للسد، بما فيها وسائل الأمان اللازم توافرها، وخطة المليء، والتشغيل المناسبة لخزان السد بحيث لا تؤثر سلباً على المياه المتدفقة إلى مصر، فضلاً عن اشتراك الخبراء المصريين في لجنة إدارة وتشغيل السد".
وأوضح الحداد أن "الدبلوماسية المصرية تتحرك مع الدول، والجهات المانحة للمشروعات في أي من دول حوض النيل لمطالبتها بعدم البدء في المشروعات المائية من دون إخطار مسبق، والتوافق مع الدول الأخرى المتأثرة بتلك المشروعات، وانتظار التقارير الفنية الرسمية النهائية قبل تمويل المشروعات المرتبطة بالسد".
ولفت مساعد الرئيس المصري إلى أن التحرك المصري في هذا الإطار "يجرى بالتنسيق الكامل مع السودان من خلال لجنة الخبراء الثلاثية الدولية المنوط بها إصدار التقارير الخاصة بتقييم تأثير السد على دولتي المصب (مصر والسودان).
وشدد في الوقت نفسه على أن بلاده تسعى إلى إعادة بناء العلاقات المصرية – الأثيوبية على مبدأ الشراكة في التنمية بما يتيح إيجاد أرضية مشتركة للتعامل مع الأزمات، التي قد تؤدى إلى توتر العلاقات الثنائية بين البلدين".
وأكد الحداد على رغبة مصر في تغيير الصورة النمطية التي أخذت في الانتشار بين الشعوب الأفريقية خلال العقود بأن القاهرة هي أحد أسباب غياب التنمية، والتقدم الاقتصادي في تلك البلدان، لاستحواذها بغير وجه حق في رأيهم على الجزء الأكبر من المياه اللازمة لعمليات التنمية بأن تكون شريكا حقيقيا في التنمية بأفريقيا، وتعي، وتحترم حقوق، ومطالب الشعوب في التنمية، لكنها تتمسك أيضاً بمبدأ عدم الإضرار بأي من الأطراف كنتيجة لمشروعات تنموية حالية أو مستقبلية".
واحتفلت أثيوبيا، الثلاثاء الماضي، بالبدء في العمل على تغيير مجرى النيل الأزرق للبدء الفعلي في بناء سد النهضة، قبل أيام من إصدار اللجنة الثلاثية المشتركة بين كل من مصر والسودان وأثيوبيا تقريرها عن آثار السد.