سبّب عزوف استراليا عن تصدير الماشية إلى مصر ـ فى الفترة الاخيرة ـ جدلاً واسعاً بين صفوف مستوردي اللحوم ومتخصصي الرقابة على اللحوم والهيئات البيطرية، حيث ذكروا أنّ امتناع استراليا عن تصدير اللحوم الى مصر يسبب عبئا على المواطن المصرى ونقصا ملحوظا فى كميات اللحوم داخل الأسواق المصرية، حيث اللحوم الاسترالية أقرب فى الجودة والطعم من اللحوم المصرية "البلدى"، ويرجع ذلك إلى أنها تعتمد فى تربيتها على المراعى الطبيعية والحشائش الخضراء خاصة ان ارتفاع درجات الحرارة فى الغابات الاسترالية يعمل على زيادة وزن راس الماشية فى عمر صغير.

"الڤيديو"السبب

ويرجع قرار عزوف استراليا عن تصدير اللحوم الى مصر بسبب انهم شاهدوا مقطع فيديو مصرى يسيئ التعامل مع الماشية حيث يتم تقييدها وذبحها بطريقة غير آدمية كما يزعمون.

يقول الدكتور " محمد خالد المسلّمىاستاذ الرقابة على اللحوم ووكيل كلية الطب البيطرى بجامعة القاهرة, أن اللحوم الاسترالية أقرب للمواطن المصرى عن غيرها من ذات اللحوم المستوردة لما تحتويه من بروتينات وكمية دهون مرتفعة بالإضافة الى الطريقة الصحيّة التى تربى عليها الماشية فى استراليا.

 مؤكدا أن عزوف استراليا عن تصدير اللحوم لمصر فى ظل ضعف الاقتصاد المصرى والافلاس الذى يدب جيوب المواطنين سيشكل خطر على المجتمع المصرى مما يتيح الفرصة لتجار اللحوم المصرية لاستغلال الوضع ورفع اسعار اللحوم.
وأشار " المسلّمى "إلى أن اللحوم الأسترالية تحتوى على بروتينات تتراوح نسبتها مابين 20 : 22%،وأنها لا تعتمد بشكل أساسى على الأعلاف المصنّعة فى تغذيتها، وانما تعتمد على المراعى المفتوحة, موضحا أنّ مصر تستورد لحوما من بعض الدول المجاورة مثل " السودان والبرازيل وأثيوبيا " وأنه لو لم يتم التصالح مع استراليا سنعتمد على اللحوم البرازيلية والسودانية لسد الفجوة التى يعانى منها المجتمع المصرى.

 مؤكدا أن تلك اللحوم البديلة تغزو الأسواق المصرية من فترة كبيرة ولكن عرضها لا يتناسب مع الطلب, حيث نسبة الإقبال عليها ضعيف بسبب أن اللحوم السودانية تكون نحيفة ولا تحتوى على نسبة دهون وبروتينات عالية, ويرجع ذلك الى " الجفاف والتصحر" الذى تعانى منه السودان بالاضافة إلى أن اللحوم البرازيلية اشيع عنها مؤخرا انها مصابة" بالسل "وان الماشية الموجودة فى البرازيل مصابة بمرض " جنون البقر" ، ولكن هذا لايمنع تداولها فى السوق المصرى.

الأسترالي ملائم ولكن

 لكن اللحوم الاسترالية كانت على رأس قائمة اللحوم المستوردة من حيث الجودة, لذا تعد تلك اللحوم بمثابة البديل الوحيد للحم المصرى " البلدى"، وطالب المسلّمى من السلطات المصرية سرعة التصالح مع استراليا وإنهاء الأزمة, مؤكدا أن تلك الظروف مرت بها مصر فى عام " 2007 و 2008 " ولكن تم انهاؤها بشكل سريع وعادت اللحوم الاستراليا تغزو الشوادر المصرية بشكل اوسع مما كانت عليه.

وفي السياق ذاته قال" حامد سماحة " رئيس هيئة الخدمات البيطرية الاسبق:" إن مصر تستورد اكثر من 60 % من لحومها من الخارج،وتعتمد على اللحوم الاسترالية بشكل مباشر، لأنها تخضع لكافة مقاييس الرقابة على اللحوم بجودتها العالية وطزاجتها التى تدوم لعمر طويل، مما يمنحها الحضور الدائم على معظم الموائد المصرية وحذر " سماحة " من العجز الذى يصيب سوق اللحوم المصرية فى ظل امتناع استراليا عن تصدير اللحوم الى مصر, وطالب من الرئيس محمد مرسى بالالحاح على السفارة المصرية فى استراليا لشرح موقف الحكومة المصرية من الفيديو الذى أذيع مؤخرا كما طالب ضرورة تقديم صاحب الفيديو للمحاكمة فورا.

مشيرا إلى أن هناك دول بديلة لاستيراد اللحوم منها, مؤكدا ان اللحوم البرازيلية والسودانية منتشرة بين محلات الجزارة وشوادر اللحوم منذ قديم، وتتمتع باسعار رخيصة ولكن يشعر المواطن المصرى بالقلق اذا اشترى تلك اللحوم البرازيلية والسودانية لأنها خشنة الملمس يغلب عليها اللون البنى الداكن وبمجرد ان تتعرض للهواء فترة قليلة تصاب بالجفاف ويرجع ذلك الى سوء التغذية التى تربى عليها تلك الماشية.

 الدجاج هو البدبل

لذا تعد استراليا بمثابة العمود الفقرى لأسواق اللحوم فى مصر, ولكن تعتمد مصر بشكل نسبى على استيراد الدجاج من البرازيل خلافا عن لحوم الابقار التي أشيع أنها أصيبت" بجنون البقر ". والدجاج البرازيلى يخضع الى حد ما للرقابة المصرية ولكنها تكون خفيفة الوزن, اى ان الدجاجة الواحدة تزن مابين 1000 جرام : 1500 جرام , والنوع الوحيد الذى تم الاقبال عليه من المصريين هو نوع دجاج " ساديا" .
مضيفا أنه يجب على السلطات المصرية ووزارة الزراعة بالتعاون مع وزارة التموين, توفير المناخ المناسب وزيادة كمية الأعلاف مع انخفاض سعرها وفتح باب الاستثمار الحيوانى للشباب الخريجين كى تصعد مصر على مدار 5 سنوات وتكون من الدول التى لاتستورد لحومها من الخارج. وبذلك تكون مصر صاحبة ثروة حيوانية ضخمة مع العلم بان هذا يحد من انتشار البطالة وتكون كمية العرض تكفى الطلب وننزع اصابعنا من تحت انياب اى دولة.

اللحوم  طعام الأغنياء

دعم الثروة الحيوانية ضرورة