نظمت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" في مصر اليوم الجمعة بالمشاركة مع مبادرة الثورة المصرية للمصالحة الفلسطينية والائتلاف العام لثورة 25 يناير والجبهة الثورية لحماية الثورة، وتجمع الربيع العربي، وبالتنسيق مع حزب العمل الجديد، مؤتمر لإحياء ذكرى النكبة الفلسطينية الخامسة والستون.
وبدأت فعاليات المؤتمر بعرض فيلم وثائقي بعنوان " وطن في ذاكرة الأجيال " من إنتاج مؤسسة فلسطين الدولية بالمغرب ورئيسها إلياس العمارى نائب رئيس حزب الأصالة والمعاصرة المغربي، وبحضور عبد الصمد منقاش مستشار سفارة المملكة المغربية بمصر و حميد عركوب الدبلوماسي المغربي.
معاناة و قهر
سرد الفيلم معاناة الشعب الفلسطيني منذ النكبة الكبرى في عام 48 وصموده وكفاحه وتشبثه بأرضه عبر الصراع العربي الإسرائيلي، كما ألقى الضوء على العمليات الفدائية للفدائيين الفلسطنيين ومدى إلحاقها الخسائر بالعدو الإسرائيلي، كذلك رصد استبسال أمهات الشهداء في تقديم أبنائهم وأزواجهم فداءً للوطن وأكد المشاركون في الفيلم على الإصرار المميت على حق العودة وأنه لا بديل عنه فى سائر الدول العربية مشددين على استمرار النضال والكفاح حتى التحرير والاستقلال.
وبعد عرض الفيلم رحب أيمن عامر المنسق العام لمبادرة الثورة المصرية للمصالحة الفلسطينية ومنسق الائتلاف العام لثورة 25 يناير بالحضور، وذكر أن النكبة الفلسطينية التي مر عليها خمسة وستون عاما والتي تمثل مأساة إنسانية لتشريد الشعب الفلسطيني خارج دياره وأرضه عام 48 وخسران وطنه لصالح الاحتلال الصهيوني مازالت مستمرة في ظل صمت وخزي عربي وعالمي رسمي.
و استطرد قائلا : رغم مرور السنين وهول الجريمة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين إلا أنهم صامدون مكافحون متمسكون بحقوقنا العربية والإسلامية الثابتة، الحق بالتحرر والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، والحق الأبدي والتاريخي بالعودة إلى الدولة والأرض الفلسطينية التي هجروا منها بالقوة والإرهاب الصهيوني، ونوه عامر أن المؤتمر يعد أولى فعاليات مسيرة القدس العالمية التي ستنطلق من القاهرة و العواصم العربية والدولية نحو القدس.
واجب شرعي
وتحدث أشرف جمعة، عضو المجلس التشريعي الفلسطيني عن حركة فتح، إن المصالحة الفلسطينية أصبحت واجبًا شرعيًا على كافة القوى المختلفة، ولا بديل عنها لتحقيق أهداف الفلسطينيين، وأن الفيلم الذي تم عرضه يعيد بعض ما تحمله أجدادنا وآباؤنا الفلسطينيون من معاناة وقهر وظلم من قبل العدو الصهيوني قبل 65 عامًا من اليوم ، وطول الفترة الماضية، وهو ما سيستكمله الأبناء خلال الفترة المقبلة حتى تحرير أرضهم، مشيرًا إلى أن عرض الفيلم يعتبر الأول له في القاهرة.
وقال عبد الحميد بركات عضو مجلس الشورى المصري عن حزب العمل الجديد، إن الحزب يعمل بكل قوة على عودة الحق الفلسطيني من النهر إلى البحر، كما يدعم الشعب الفلسطيني الصامد والذي سيبقى أبد العمر مناضلا حتى تحقيق أهدافه من تحرير الأرض كاملة وعودة الفلسطينيين، وأوضح بركات أن حركة فتح هي أول من أطلقت ضربة ضد العدو الصهيوني واستمر كفاحها طول هذه المدة الطويلة، ومعها أيضا كل الفصائل الفلسطينية.
أرواح الشهداء
وأضاف ماجد أبو شماله عضو المجلس التشريعي الفلسطيني عن حركة فتح، أنه عندما يدور الحديث عن ذكرى يوم النكبة الفلسطينية ، فلابد أن نستذكر حينها الشهداء الذين راحوا فداء للوطن، ومنهم الجيش العربى وفى المقدمة الجيش المصري الذي كان دائما وأبدا جنبا إلى جنب مع الفلسطينيين في كل معاركهم، كما لابد أن نستذكر الأسرى الفلسطينيين داخل السجون الصهيونية وكذلك العرب الذين قدموا جميعا تضحيات من أجل أن تحيى فلسطين.
وأوضح الدكتور أيمن الرقب مفوض العلاقات الخارجية بحركة فتح إقليم مصر، أنه لازالت حركة فتح كما هي حركة مقاومة في المقام الأول، ومن يظن أنها تركت السلاح وتخلت عنه فهو مخطئ تماما، فمازالت شرعية البندقية مستمرة، وفى اللحظة المناسبة التي لا تفيد فيها المفاوضات، فستكون العودة مرة آخري إلى المقاومة ضد العدو الصهيوني.
وأكد الرقب أن فتح تدعم صمود الشعب الفلسطيني على أرضه والتأكيد على كافة الثوابت والحقوق الفلسطينية والعربية والإسلامية لأرض فلسطين المحتلة ومنها حق العودة.