لم يكن يتخيل أهله وهم يودعونه صباحا إلى جامعته انه لن يعود إليهم مرة أخرى وسيصير مجرد صورة في "برواز" مزين بشريط أسود و يجدون الجميع حولهم في منظر جنائزي مهيب البعض يتباكى و آخرون قلوبهم تتمزق ألما لما جرى للفقيد ، عن محمد الطوخي ضحية الإهمال بأكاديمية الشروق نتحدث.
ومحمد الطوخي طالب بالفرقة الأولى بقسم عمارة هندسة الشروق لم يكمل عامه العشرين بعد ، عانى الإهمال الطبي في عيادة الأكاديمية عندما نقلوه زملاؤه إليها بعد تعرضه لحالة إغماءه توفى على إثرها الخميس الماضي.
الطبيب يشخص الأمراض بالتليفون
ويروي زملاء محمد الذين تواجدوا معه أثناء تلقيه العلاج: في البداية محمد عندما أغمى عليه كان مريض و لكنه كان قادر على تحريك مفاصل جسده ولم يكن متشنجا كان وضعه طبيعي عادى وذهبنا به إلى عيادة الأكاديمية و لم يكن الطبيب موجود في العيادة فاتصلت الممرضة به و الطبيب قال له تعطيه حقنة لمنع القيء لأنه كان يتقيأ كثيرا ولكن الحقنة لم تفيده فاتصلت الممرضة مرة أخرى بالطبيب فقال لها أعطي له حقنة لم نعرف اسمها فقالت الممرضة له أنها غير متوافرة قال لها أعطي له البديل.
إلى مستشفى الشروق
ويضيف زملاؤه كل هذا حدث و الطبيب يرفض المجيء إلى العيادة و اكتفى بتشخيص الحالة في التليفون ، و بعد ذلك أتى الطبيب إلينا و أول سؤال سأله كان " ماذا يتعاطى محمد " واتصل بأهله و بعد ذلك أعطى له حقنة بعدها بدقيقتين تشنج محمد و جسده ارتخى بشكل مفاجئ و نصحنا الطبيب بالذهاب إلى مستشفى الشروق .
وأشار زملاؤه إن مستشفى الشروق لا يوجد بها جهاز للتنفس أو أي جهاز طبي و عيادة الأكاديمية كذلك و عملا بنصيحة الطبيب ذهبوا إلى المستشفى و، موضحين أنهم عندما ذهبوا لم تفعل المستشفى أي شيء لإنقاذ محمد و قالت لهم اذهبوا للمركز الطبي العالمي .
نزيف في المخ من الإهمال
بيان اتحاد طلاب اكاديمية الشروق
ويكمل زملاؤه: إننا ذهبنا إلى المركز الطبي العالمي بناء على نصح مستشفى الشروق و هناك أجريت تحاليل لمحمد و فحوصات طبية أثبتت انه تناول دواء خطأ سبب له زيادة في نسبة ترسيب الدم والمرحوم كان يعاني من سيولة في الدم و اتضح انه أصيب بالإغماء بسبب ارتفاع في ضغط الدم و لكن طبيب العيادة لم يكن قادرا على التشخيص و التنقل بين المستشفيات و هو على هذه الحالة سبب له نزيف في المخ و المعدة توفي على إثره.
وبعدما قضى محمد نحبه ضحية للإهمال الطبي ،ولم تكتفي إدارة الأكاديمية بفجيعة أهله ليساوموهم على الصمت مقابل أن تدفع الإدارة تكاليف المستشفى و كان الطبيعي أن يرفض أهله بشده ، حسبما ذكر عبد الرحمن احد أصدقاء الضحية .
مطالب و تصعيد
ولم يصمت اتحاد طلاب الأكاديمية فتحدثوا مع أحمد البقري الأمين المساعد لاتحاد طلاب مصر و اتفقوا معه على أن يكونوا ضمن الحضور في الاجتماع الذي عقده وزير التعليم العالي السبت الماضي ليعرضوا مطالبهم التي تضمنت إجراء تحقيق من قبل الوزارة و محاسبة جميع المسئولين عن واقعة الإهمال و توفير رعاية صحية كاملة داخل حرم الأكاديمية .
وبالفعل استجاب لهم وزير التعليم العالي واصدر مذكرة السبت الماضي بتشكيل لجنة تقصي حقائق للبحث في ملابسات واقعة الإهمال ستبدأ عملها من الغد ولكن الطلاب تفاجئوا بقرار عميد الأكاديمية بتأجيل الدراسة إلى أجل غير مسمي وذلك عندما قرر الطلاب تنظيم وقفة احتجاجية لرفع مطالبهم إلى إدارة الأكاديمية، حسبما ذكر كريم سرحان المسئول الإعلامي في أسرة المستقبل بالأكاديمية.
قرار وزير التعليم العالي بتشكيل لجنة تقصي حقائق في الواقعة
وأضاف كريم انه بعد قرار رئيس الأكاديمية تعليق الدراسة ننتظر حاليا بيان سيخرج عن اتحاد الطلاب و الأسر المختلفة و قد يتضمن التصعيد ضد إدارة الجامعة.
يذكر أن هذه الواقعة ليست الأولى خلال الأسابيع الماضية فقد سبق محمد الطوخي "محمد أحمد الباز" الطالب بكلية هندسة الأزهر الذي وافته المنية نتيجة الإهمال الطبي في عيادة المدينة الجامعية ثم مستشفى اليوم الواحد و أخير مستشفى سيد جلال و أيضا سبقتهم زميلتهم عزة الطالبة بكلية زراعة عين شمس و التي توفيت جراء حادث سير أثناء التدريب العملي .