يعتبر قصر الأمير يوسف كمال الشهير بقصر "البرنس" من أهم وأكبر المعالم الأثرية لمدينة نجع حمادي حيث يضم هذا القصر بين جنباته مجموعة معمارية متكاملة تعكس الذوق العام السائد في تصميمات القصور الملكية وقصور الأمراء من أسرة محمد على بما زخرت به مباني هذه المجموعة من تحف فنية ذات طابع إسلامي و التي تعتبر من آيات الفن الإسلامي في صعيد مصر .
وانشأ هذا القصر الأمير يوسف كمال بن الأمير احمد كمال بن الأمير احمد رفعت بن إبراهيم باشا بن محمد على الكبير في نهاية القرن التاسع عشر الميلادي ليكون مشتى له ، حيث كان يعيش فيه بعض شهور الشتاء ، وفى أثناء ذلك كان يقوم الأمير برحلات صيد وقنص في جبال نجع حمادي وأيضا يشرف على زراعته ومجمل أراضية البالغ زمامها أكثر من ثلاثون ألف فدان بمحافظة قنا .
عمارة القصر
و القصر مقام في الناحية الغربية من مدينة نجع حمادي على مساحة حوالي أربعة أفدنة يحيط بها سور من الطوب الآجر من جهات ثلاث ويشرف القصر من الجهة الرابعة وهى الشرقية على نهر النيل مباشرة ، ويضم القصر عدة وحدات معمارية منفصلة منها مبنى السلاملك ومبنى الحرملك وقاعة الطعام ومنزل الخادم الخاص والمطبخ والإسطبل ودائرة الأمير يوسف كمال ( الدائرة اليوسفيه ) ونافورة وسبيل رخامي يشرب منة الآدميون ويتخلل تلك الوحدات المعمارية مجموعة من أندر أشجار الزينة والزهور التي قل ما وجدت بمكان آخر .
متحف إقليمي
و يهدف المجلس الأعلى للآثار إلى تحويل مبنى "الحرملك" في الناحية الشمالية من القصر إلى متحف ، وهو مشيد بالطوب الآجر والطوب المنجور بشكل زخرفي جميل يتخذ هيئة أشرطة لونية متعاقبة على نمط المشهر أو الأبلق .
ولمبنى "الحرملك" أربع واجهات حرة مكشوفة وتتميز هذه الواجهات بوجود عدد من البانوهات المرتدة والتي تزخرفها أشكال هندسية بنائية متنوعة من الطوب الآجر (الأحمر ) والطوب المنجور (الأسود ) ، والواجهة الشرقية هي الرئيسية وهى تطل على النيل مباشرة .
والمبنى من الداخل فهو يتكون من طابقين وسطح وبدروم وطابق مسحور وبئر سلم وحمام ودورة مياه ومطبخ، والطابق الثانى له نفس تكوين الطابق الأول ويربط بين الطابقين سلم خشبي ومصعد كهربائي لوالدة الأمير يوسف كمال ، و ظهرت بهذا المبنى بعض التأثيرات الأوروبية في تصميم شكل الوحدات المعمارية المكونة من غرف ضخمة وفى شكل الفارندات والشرفات الرخامية الخارجية والبارفنات الخشبية والزجاجية والتي لم تكن موجودة من قبل في العمارة الإسلامية .
الروتين القاتل
وفي سنة 1988 قامت منطقة الآثار الإسلامية والقبطية بنجع حمادي بتسجيل مباني قصر الأمير يوسف كمال نجع حمادي في عداد الآثار الإسلامية بناء على قرار رئيس مجلس الوزراء آنذاك و استلمت المنطقة القصر و سجلته في عداد الآثار الإسلامية و قررت بعد ذلك اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية تحويل القصر إلى متحف في عام 1997 و لم يتحول حتى الآن إلى متحف.
بالرغم من قرار الدكتور زاهي حواس وزير الآثار السابق في2005 عام بمعاينة القصر و كتابة تقرير وافي لعرضه على اللجنة الدائمة للآثار القبطية و الإسلامية و في العام التالي قامت اللجنة بمعاينة القصر و أعدت تقرير أوصت فيه بتحويله إلى متحف .
و بعد كل هذه السنوات يطالب عبد الباسط عبد الله سليم مدير عام الشئون الأثرية لمناطق جنوب الصعيد محمود عبد الوهاب مدير منطقة أثار نجع حمادي وزير الدولة لشئون الآثار ان يصدر تعليماته بسرعة إنهاء جميع أعمال الترميم الدقيق و المعماري ، وتوفير الاعتماد المالي اللازم لإنشاء المتحف الإقليمي لمدينة نجع حمادي.
يذكر أن الفترة الماضية كثرت الروايات والأحاديث حول اختفاء العديد من محتويات هذا القصر ولم يؤكد أحد أو ينفي مدى مصداقية هذه الأقاويل مما جعل أهالي نجع حمادي في ريبه خصوصاً في فترة الانفلات الأمني.