عندما سمعوا الخبر هللوا وكبروا و كأنه يوم العيد فبعد معاناة دامت سنوات و سنوات قرر المسئولون أخيرا افتتاح أول محطة للسكة الحديد في مدينة الخارجة بمحافظة الوادي الجديد في عام1996، فظن الأهالي بعدها إن المعاناة انتهت وبدأت الدنيا تفتح ذراعيها لهم ولكن "دائما ما تأتي الرياح بما لا تشهي السفن"، فلازالت هذه المحطة لم تفتتح إلى الآن بعد مرور سبعة عشر عاما على إنشائها فأصبحت مكان تسكنه الأشباح و الزواحف .
وتربط هذه المحطة بين الوادي الجديد بميناء سفاجا، مروراً بمحافظتي الأقصر وقنا بهدف تصدير خام الفوسفات وكذلك نقل الركاب وطلاب الجامعات وبدلا من القيام بدورها في خدمة للأهالي أصبحت مصدر إزعاج لهم .
ويقول أحد العاملين بالمحطة إن رحلة القطار تبدأ الفجر و تنتهي فجر اليوم الثاني لأن الطريق ملغم بالكسبان الرملية المتحركة وفى النقطة 450 يصل انتشال الرمال المتراكمة على الطريق إلى ثلاث ساعات ، وبطول الطريق انتشار الرمال من أمام القطار.
فيما يؤكد عامل أخر أنهم تعينوا بوظيفة عمال منذ بدء التشغيل والوظيفة الأساسية لهم انتشال الرمال حتى يكمل القطار رحلته .
ونتجت هذه المشكلة عن عيوب في التخطيط الهندسي لشريط القطار فلم يرتفع بنسبة كافية عن الأرض فأصبح في مواجهة موجات الرمال.
ملاذ اللصوص و قطاع الطرق
وبعد الثورة ونتيجة لعدم تشغيل المحطة تبدأ كارثة أخرى لنفس الخط لسكه حديد الوادي الجديد تمثلت في سرقة اللصوص وقطاع الطرق لقطبان المحطة تحت سمع وبصر المسئولين وتم الإبلاغ عنه في 7 أكتوبر من عام 2011 ولكن دون جدوى لان هناك عصابة مكونه من أكثر من 70 شخص لديهم معدات وشاحنات ومركبات "بيك أب" مجهزه للطرق الوعرة عبر الصحراء و كرفنات وأسلحه رشاشه وأسلحه ثقيلة و لذلك فشل امن الوادي الجديد لم يستطيع مجابهتهم مقابل أسلحتهم الضعيفة المتمثلة في المسدسات و الرشاشات .
محاسبة المسئولين
وابدي العديد من المواطنين استيائهم فيقول محمد أبو كعيبه من أهالي الوادي يجب محاسبه صاحب القرار الأول بتوقف القطار لان هذا القرار هو السبب في إهدار مليارات الجنيهات وتوقف عجله التنمية لأبناء الوادي وترتب عليه منح اللصوص وقطاع الطرق الفرصة الذهبية في سرقه القطبان .
بينما تضيف زينب احمد من مدينة الخارجة إن القطار كان يربط الوادي الجديد بوادي النيل ويفتح طرق للمشروعات التنمية على طول الخط والتيسير على أبنائنا الطلاب بالجامعات بقنا والأقصر و أسوان وفرحنا به كثير ولكن بعد فتره قليله توقف ولا نعلم الأسباب .
و يوضح محمود زمزمي مواطن أن إهدار كبير للمال العام على مرئي ومسمع من حكومة مبارك ثانيا إهمال جسيم يحاسب عليه الأمن في عدم الحفاظ الأمني على القضبان من السرقة ثالثا الغرض من إنشائها لم تستفيد المحافظة فيه كمحافظه منه ولو واحد في المائة .
وحتى اليوم لم نعلم أسباب توقف محطة سكك حديد الوادي الجديد التي انفق فيها مئات الملايين و لكن ما نراه حقيقة واضحة بينة للعيان أن المحطة أصبحت ملاذا أمنا للحيات و الغربان و السحالي و المجرمين و قطاع الطرق و من يعلم ربما تكون مسكونة بالأشباح.
جانب من محطة سكة حديد مدينة الخارجة بمحافظة الوادي الجديد
