الصراخ و العويل يتعالى في المكان والحزن يخيم على كل الوجوه والجميع يرتدى الملابس السوداءو الدموع لم تفارق أعين أحبابه و يبدوا إن أحدهم اشتاق إلى المرحوم ، فأحس الفقيد باشتياق الأحبة فأبى ألا يرحل حتى يأخذ الجميع معه، عفوا هذا ليس مشهدا في رواية ولكنه واقع عاشه أهالي قرية الحوطا بمدينة ديروط.
ففي الساعة الحادية عشر مساء أمس الاثنين توقف العبّارة بوسط النيل بقرية الحوطا بمدينة ديروط بمحافظة أسيوط وهي تقل جنازة و على متنها أكثر من 300 رجل و5 سيارات.
ويروي " احمد سيد " أحد الذين كانوا على ظهر العوامة وقتها : عندما توقفت العوامة قمنا بالاتصال بالمحافظ الدكتور يحي كشك و رئيس المدينة المحاسب درويش نجيب ولم يستجب احد لهم ظللنا نعاني من عدم الرد علي اتصالاتنا بهم بعد ان اتصلنا بمراسل رصد لإغاثتنا و أعطانا رقم المحافظ .
ويكمل سيد :بعد تجاهل المحافظ اتصالاتنا أرسلنا له رسائل نصية وقام البعض بنشر الخبر علي الانترنت مما جعل الجميع يسرع بإبلاغ النجدة والذهاب إليهم حتى استطاعوا إنقاذ الأهالي خاصة أن العبّارة بدأت تسير مع موجة المياه .
إهمال و فساد
ولكن لم تتوقف القضية عند حد إهمال المسئولين لأرواح 300 شخص لان هذا ما اعتاده السادة في بلدنا فأصبحت أرواح البشر بلا ثمن أو حتى أهمية فقط نتذكرها عند وقوع الكوارث بتعويضات سخية " بالطبع من وجهة نظرهم".
فلازال مجلس المدينة الذي رفض ان يرد على استغاثات راكبي العبّارة يواصل إهدار أموال الدولة في مداخل القرية وطلاء الحوائط "شوية خرسانة علي كام ماسورة فيها لمبات " بتكلفة 200 ألف جنيه ، على حد قول أهالي القرية .
في حين إن العبّارة التي تقل المئات يوميا وقد يصل العدد إلى الآلاف لو تم تشيع احدي الجنائز تجد التجاهل التام من قبل مجلس المدينة ، أما عن السيد رئيس المجلس فأكد احد الأهالي إنه للعمل السياسي وحضور المأتم والأفراح والتركيز علي الشو الإعلامي في الخصومات والتصاقه بالسياسيين .
وفي الختام ابدي الأهالي قلقهم من الوضع المؤسف ، مؤكدين أنهم لا يلجئون إلي التظاهر أو قطع الطريق الذي أصبح الطريق الوحيد للضغط علي النظام الحالي الذي لم يتغير كثيرا عن النظام السابق .
ويبقي الحال علي ما هو عليه في انتظار كارثة أخري لا قدر الله حتى يتحرك أصحاب المكاتب !