شبكة رصد الإخبارية

جريمة مكتملة الأركان ..تسطرها مأساة الباز في 6 مستشفيات

جريمة  مكتملة الأركان ..تسطرها مأساة الباز في 6 مستشفيات
نعم أنه الأجل، نعم أنه القدر، ولكن نعم أيضًا أنه الإهمال الجسيم  الذي يستدعى "انتفاضة  ضمير"  لأطباء مصر، يعاودوا...

نعم أنه الأجل، نعم أنه القدر، ولكن نعم أيضًا أنه الإهمال الجسيم  الذي يستدعى "انتفاضة  ضمير"  لأطباء مصر، يعاودوا فيها الكشف عن موضع  ضمائرهم  بتجويف القلب هل مازال موجود أم تزحزحت عن موضعها إلي منطقة الاعودة، ووقفة مع النفس لمسئولي ملف الصحة في مصر بدءًا برئيس الجمهورية ووزير الصحة انتهاء إلي أصغر مسئول صحي بمصر.

 

 

  أحمد محمد الباز شاب عشريني، كانت تفصله أعوام قليلة  ويصبح "باش مهندس" ، فهو طالب الفرقة الثالثة بكلية الهندسة قسم البترول بجامعة الأزهر بالقاهرة،  كان ككل الشباب , يحمل آمالاً وأحلامًا وأهله يعلقون عليه طموحاتهم.

 

بدأت القصة  بشعور أحمد بأعراض سخونة وكحة شديدة ، وكالمعتاد ذهب للمركز الطبي للمدينة الجامعية بمبنى أبو عبيدة بن الجراح,  فما كان من الطبيب إلا أن  أعطاه حبات من الدواء, دون أدني كشف، ولا عجب  فالمركز لا يستحق أن يوصف بكونه مركز للعلاج  من الأساس.

 

طبيب لا يكشف

 

مر يومين، وأحمد يشعر بأن التعب يزداد ولا يوجد أي تحسن، فانتقل أحمد إلى مستشفى اليوم الواحد، تلقى العلاج ووضعت له المحاليل، شعر بتحسن وعاد إلى المدينة، وأثناء استعداده للذهاب إلى الكلية، تقيئ وارتفعت حرارته استمرت حالته السيئة فنزل زملائه للطبيب المقيم ليصعد معهم للكشف عليه لكنه رفض الصعود!

 

 

 بعد معاناة خرجت سيارة الإسعاف بالطالب ولم يخرج معه أحد لأن الطبيب لا يغادر مكانه ، اصطحبه اثنين من أصدقاءه في سيارة الاسعاف، ، ذهبوا به أولا لمستشفى الزهراء فأخبروهم أن حالته خطرة وتحتاج إلى دخول العناية المركزة وهي غير متوفرة بالمستشفى  حيث أصيب بالتهاب رئوي حاد تطور إلا جلطة!.

 

رحلة البحث عن اسعاف

 

كانت سيارة اسعاف المدينة قد عادت وتركته، لم يجد أصدقائه بدًا بعد فشلهم بالاتصال بخدمة 123 اسعاف عادوا به أن يعودوا به إلي المدينة  في سيارة تاكسي ، وبعد شد وجذب وإصرار مع المسئولين في المدينة استطاعوا أن يحركوا معهم سيارة الإسعاف- إن صح أن نسميها عربة اسعاف-  حيث خرجت وأخذته لمستشفى التأمين الصحي لتبدأ رحلة معاناة أخرى.

 

 التأمين الصحي

 

بقي أحمد  في عربة  الاسعاف حتى لا تغادر وتتركه ، وصعد زملائه للأطباب بالمستشفى وأخبروهم بأن حالته تستدعي دخول العناية المركزة فرفضوا استقباله أيضا بحجة عدم وجود أماكن!

 

في مستشفي الصدر

 

ذهبوا به لمستشفى الصدر بالعباسية وقام الأطباء بالكشف عليه، وأمروا بانصرافه وأخبروهم أن يأتوا به يوم السبت، لكن زملائه لم يطمئنوا فذهبوا به لمستشفى حدائق القبة العسكري، لم يستقبلوه وتعللوا بعدم وجود أماكن فارغة ! كل هذا و " الباز" حالته تتدهور وتزداد سوءًا, وكأن الرحمة نزعت من قلوبهم ، فأصدقائه من الساعة 8 مساءاً إلى الساعة 4 فجراً وهم يعرضونه على المستشفيات وكلهم يرفض معالجته.

 

 

 ثم  انتقلوا به إلي مستشفى الحسين الجامعي وكالعادة الأماكن مشغولة  مثل سابقتها، وأخيرًا ذهبوا به لمستشفى السيد جلال الذي صعدت فيه روحه في العناية المركزة في الخامسة فجرًا  – رحمة الله علي أحمد ، ورحمة الله على ضمير مات في قلوب الكثير إلا ما رحم ربي.

 

 

 

مأساوية الحادث دفع اتحاد طلاب جامعة الأزهر إلى أن يعلق الدراسة  منذ يوم الأحد الماضي  لكن ما أبرد نار صدورهم قليلًا هو قرار رئاسة جامعة الأزهر بوقف أطباء المركز الطبي بالمدينة الجامعية المتواجدين في اليوم الذي مات وأجالت الأطباء للتحقيق وتعيين مديرًا عامة جديدًا للإدارة الطبية بالجامعة.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023