يسألنى كثير من القراء عن لماذا نذهب لصندوق النقد باقدامنا؟ وماالحل اذا؟
قلت لهم الحل خارج الصندوق،وليس عند الصندوق ، قالوا كيف؟ قلت اذا دعنى ابدأ لك الحكاية معكم من اولها فنحن خلال سنتين من الحراك السياسي ادت الى ضعف الثقة في الاقتصاد المصري، و تدهورحاد فى قيمة الجنيه مقابل العملات الاخرى ونزيف العملات الصعبة،وخروجها خارج البلاد، ولكن هل هناك تغيرات حقيقة دفعت بالجنيه الى الانخفاض؟ او هل من الممكن ان نعرف اسباب انخفاض الجنيه المصرى ؟
والاجابه ادهشتنى للغاية ،فقد اورد تقرير البنك المركزى ان العجز فى ميزان المدفوعات انخفض 22 مليار دولارخلال العامين الماضين 2011و 2012، بمعنى اخر ان الجنيه المفروض ان ترتفع قيمته ولكن تزول دهشتنا اذا علمنا اننا نحن المصريين نستورد ب 30 مليار دولار ونصدر ب 13 مليار دولار سلع يعنى عندنا عجز بما يقدر ب 17 مليار من استيراد السلع، لاحول ولاقوة الا بالله فالكل يتحدث عن انكماش الاقتصاد وتدهور فى الاستهلاك فى المجتمع ،وارقام البنك المركزى تقول عكس ذلك ، حيث ان واردتنا فى تزايد مستمر ، وهذا يعنى ان الدولار سيأخذ سعره فى تزايد مستمر، او بمعنى اخر ان الجنيه المصرى سيأخذ اتجاها فى الهبوط، لكن هل هذا هو السبب الحقيقى للانخفاض؟
طالما ان حالة الواردات والصادرات ربما على ماهى عليه قبل الثورة ، بل ربما ان هناك تحسنا فى السياحة رغم المعلومات المضلله التى يسعى الاعلام الكاذب الى نشرها عن ان السياحة فى تدهور شديد ايضا فى العام الماضى ، ولكن البنك المركزى ايضا والعهده عليه ان السياحة زادت ب 10 % فى عام 2012 مقارنة بعام ،2011 وكانت ايرادتها 5.6 مليار دولار، يعنى ان السياحة فى تزايد وواردتنا من السلع الكمالية والترفية فى تزايد ،
وهذا يعنى ان انخفاض الجنيه راجع لغير الطلب على الوارداتولكن النتيجة المؤكدة هى الهرولة لتحويل الاموال للخارج فضلا عن تحويلات الاجانب لارباحهم والتى عادةماتكون بالدولار الامريكى حتى يسهل تحويلها للخارج.
ولطالما سجل سعرالجنيه المصري تراجعاً حاداً أمام الدولار خلال الأسابيع الأخيرة من العام الماضي، وبلغ معدل التراجع في سعره ليومنا هذا اكثر من 15 في المئة أمام الدولار، ليصبح سعر شراء الدولار الواحد 6.90 جنيهاً مصرياً.
رافق ذلك تراجع حاد في احتياطات مصر من العملات الصعبة إلى حد بات يثير القلق. ووفق البنك المركزى المصرى فان صافى الاحتياطات الدولية يصل إلى 13508.2 مليون دولار أمريكي فى نهاية فبراير 2013
ويتزامن مع هذا المرض، انخفاض الاقبال على السياحة في مصرفى الاونة الاخيرة نتيجة اخبار الضرب والسحل وتدمير الفنادق وانفجار المنطاد، على الرغم من ان وزير السياحة اكد فى اوائل ينايرالماضى أن عشرة ملايين و500 ألف سائح زاروا مصر خلال أحد عشر شهراً من عام 2012، مؤكداً أن إيرادات مصر من السياحة بلغت تسعة مليارات دولار. وفى الحلقة القادمة نستكمل ماحدث للصناعة ومن ثم الحديث عن الواجب على الحكومة عمله، وللحديث بقية