عقد جون كيري وزير الخارجية الأمريكية لقاء مع 6 ممثلين للمعارضة السياسية، منهم أعضاء من جبهة الإنقاذ، وهم الدكتور أيمن نور زعيم حزب غد الثورة ومحمد أنور السادات رئيس حزب الإصلاح والتنمية ومحمد العرابي أمين عام حزب المؤتمر، وسامح مكرم عبيد، والناشطة السياسية جميلة إسماعيل عن حزب الدستور الذي يتزعمه الدكتور محمد البرادعي، ومحمد أبوحامد عضو مجلس الشعب السابق.

وقال كيري للمعارضة أثناء اللقاء : "إن الولايات المتحدة لا تتعامل مع نظام مرسي لسبب خاص  ولكنها تتعامل مع النظام الذي اختاره الشعب المصري"، مؤكداً أن الوضع حرج ويستدعي التنازلات من كل الأطراف، وهذا ما أيده الفريق المؤيد للانتخابات، بينما عارض أبو حامد وجميلة ومكرم مبدأ التنازلات مؤكدين مقاطعتهم.

وعن الأزمة الاقتصادية، أكد كيري لهم أنه من الممكن أن تتحول مصر خلال شهور إلى الإفلاس الاقتصادى بسبب هذه الأزمات الاقتصادية والسياسية والفوضى التي تضرب الشارع المصري.

وروى محمد أبو حامد في لقاء مع قناة الجزيرة تفاصيل اللقاء الذي انتهى منذ قليل مع وزير الخارجية الأمريكية جون كيري، مؤكداً أنه في بداية حديثه كان حريصا على التأكيد أنه لا ينوي الضغط على أحد لصالح أحد، وأنه يعلم قيمة مصر وتاريخها، مؤكدا أنه لم يأت ليضع إملاءات على المعارضة.

وقالت جميلة إسماعيل، إن عدم حضور الدكتور محمد البرادعي لهذا الاجتماع كان بسبب الطريقة المهينة التي دُعي بها، مشيرة إلى أن كيري أكد لهم أنه أجرى مكالمة طويلة مع البرادعي لسماع وجهة نظره في المقاطعة.

وأكد كيري، خلال اجتماعه، أن الهدف هو نقل وجهة نظر المعارضة ومحاولة إيجاد أرضية مشتركة بين النظام الحاكم، وأن الحوار كان في محورين؛ هما الوضع السياسي والوضع الاقتصادي وطريق الخروج من الأزمة.

وأشار أبو حامد إلى أن هناك انقساما داخل الاجتماع، بين مقاطعة الانتخابات تمامًا، وخوضها بشروط وضمانات؛ حيث اتفق كل من محمد أبو حامد وجميلة إسماعيل وسامح مكرم عبيد على المقاطعة، بينما وافق السادات ومحمد العرابي على المشاركة في الانتخابات شرط وجود ضمانات.

وقال أبو حامد، إنه أكد لوزير الخارجية الأمريكية أن القضية ليست قضية ضمانات وإنما الانتخابات في الأصل باطلة لأن القانون باطل، وأن مرسي سقطت شرعيته والشارع الآن لا يتحدث عن ضمانات انتخابات، وإنما يطالب بمحاكمة النظام على جرائمه من قتل وتعذيب وخطف ويطالب بانتخابات رئاسية مبكرة وإسقاط للدستور.

وكان وجهة نظر كيري حيال ذلك، أنه من الأفضل أن تتم المعارضة من داخل النظام عن طريق المشاركة في الانتخابات، متسائلا وماذا بعد المقاطعة؟

وردا على سؤال كيري، قال المعارضون إن الشارع يحرك المشهد الآن من عصيان مدني وإصرار المجموعات الثورية على استمرار الثورة، مؤكدين له أن الحل الوحيد هو إسقاط النظام ومحاكمته.

وأكد أبو حامد أنه كان واضحا من كلام كيري أنه يميل إلى مشاركة المعارضة في الانتخابات وأن تتم المعارضة من داخل النظام، وتابع "بعد الانتهاكات التي مورست على الدستور والقانون، فإن كل ما يترتب عليه باطل لأنها ممارسات باطلة، من حيث اللجنة التأسيسية والدستور الذي تم تمريره والاستفتاء عليه الذي تم تزويره، ومن ثم كل ما بني على ذلك فهو باطل"، مؤكدا أن الانتخابات تعطي شرعية لنظام سقطت شرعيته وأنه يجب أن يتم انتخابات رئاسية مبكرة وإسقاط لدستور 71".

انتهى اجتماع كيري بتفهم وجهة نظر المعارضة وحالة الإحباط، رغم أنه غير مقتنع بجدوى مقاطعة الانتخابات، إلا أنه أكدا لهم أنه سينقل وجهة نظرهم إلى الرئيس مرسي أثناء لقائه غدا.