الانفلات الأخلاقي الذي شهدته جامعات مصر في الآونة الأخيرة ,من بلطجة واقتحام لحرم الجامعة وتحرش جنسي وترويج المنشطات والمخدرات داخل حرم المدن الجامعية كل هذه التجاوزات كانت غير منتشرة بكثرة قبل ذلك فكان الحرس الجامعي التابع لرجال الداخلية يسيطر بشكل كبير على هذه التجاوزات على الرغم من تجاوزه في بعض الأحيان لمهمته في حماية منشات الجامعة والحفاظ على الأمن العام ويتدخل في خصوصيات الطلاب و أنشطتهم و بخاصة العمل السياسي داخل الجامعة .
كما أدى غياب الدور الأمني الذي كان يقوم به الحرس الجامعي القديم إلى ارتفاع حدة العنف وترتب على ذلك قتل احد الطلاب داخل احد الجامعات على أيدي بلطجية من خارج الجامعة ,وهذا ما جعل أساتذة الجامعة يطالبون بعودة الحرس الجامعي القديم مرة أخرى ، ولكن بشكل غير الذي كان عليه قديما باختصاصات منحصرة وهى تأدية واجبه الأمني دون اللجوء إلى التضييق على الطلاب والتدخل في شئونهم الشخصية أو حتى العمل على تكميم الأفواه وكبت الحرية للطلاب .
أمر واجب
وفي البداية يقول الدكتور سليمان صالح -رئيس قسم الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة- أن عودة الحرس الجامعي مرة أخرى أمر واجب في الوقت الحالي وفى ظل الانفلات الأخلاقي الذي تشهده مصر.
وأكد أن حال الجامعات أصبح رديء للغاية عقب إلغاء الحرس الجامعي فكم من حالات تعدى على الأكاديميين وهذا شكل غير أخلاقي لطالب جامعة، موضحا أن الحرس المدني الموجود حاليا على أبواب الجامعة وظيفته فقط الاطلاع على كارنيهات الجامعة وفى بعض الأحيان لم يطلع وان اطلع لم يدقق في هوية حامل الكا-رنية.
و تابع "صالح " أنه إذا حدثت مشاجرة بالأسلحة البيضاء بين الطلاب يكون هو متفرج ضمن المتفرجين ولا يستطيع حماية أي شخص أو فض المشاجرة , على غ عكس الحرس الجامعي السابق الذي كان يفتش الوافدين على الجامعة المشتبهة فيهم بشكل جيد وهذا ما يحد من عدم دخولهم الجامعة خاصة انه تربى في مدرسة الشرطة وله رؤية في الطلاب ويستطيع أن يفرق بين الطالب حامل العلم والطالب حامل" المطواة"، مشيرا إلى الدور الفوضوي الذي تشهده المدن الجامعية وخاصة مدينة جامعة القاهرة فكثيرا ما نسمع عن حالات تشاجر بين الطلاب المصريين والطلاب الوافدين من الدول الأخرى وهذا بسبب غياب الدور العقابي والقانوني الذي كان يقم به الحرس الجامعي القديم .
الدور الأمني
على الصعيد ذاته قال الدكتور رجب الميهى -عميد كلية التربية جامعة حلوان- أن عودة الحرس القديم ضرورة في حال اقتصار دوره علي الحالة الأمنية والحماية للطلاب والمنشآت فقط وليس التدخل في شئون الطلاب أو محاوله التصديق عليهم أو على التيارات والحركات الطلابية .
وأوضح أنه أثناء النظام البائد كان الحرس يمارس دورا جاسوسيا بجانب الدور الأمني وكان بمثابة مراقب ومعد تقارير يومية لأعضاء هيئة التدريس والطلاب الأحرار اللذين يعبرون عن رأيهم تجاه مواقف سياسية وهذا ما جعل الطلاب وأعضاء هيئة التدريس يقفون ضد الظلم والطغيان ويطالبون بطرد الحرس الجامعي .
وأكد "الميهى " أن جامعة حلوان شهدت في الفترة السابقة عدد من المشاجرات الحادة أسفرت عن قتل احد الطلاب على أيدي مجموعة من البلطجية ليسوا من ضمن طلاب الجامعة ولكن دخلوا الحرم الجامعي من الأبواب الرئيسية حاملين الأسلحة البيضاء ولم يشتبه فيهم ولم يتم تفتيشهم أو حتى الاطلاع على هويتهم الشخصية إذا ما هو الدور الأمني الذي يقوم به الحرس الجامعي الآن .
و في نفس السياق قال الدكتور جميل عبد الباقي -عميد كلية الحقوق جامعة عين شمس – أن قرار سحب الحرس الجامعي القديم من الجامعة أدي إلي حالة من الفوضى وخاصة بين الطلبة فهناك طلاب يدخلون الجامعة دون أن يكونوا من أبناء الجامعة وهناك آخرون يثيرون مشاجرات واعتداءات تحتاج إلي" ضابط ورابط "، فضلا عن وجود العديد من "الكافتيريات" التي ترتكب فيها أخطاء أخلاقية لا تتفق مع قدسية الحرم الجامعي بل وتروج الأقراص المخدرة والسجائر والمخدرات.
عودة بشروط
ودعا "عبد الباقي" إلي عودة الحرس الجامعي بشرط ألا يتدخل في الأمور الأكاديمية والإدارية الخاصة بالجامعة فيجب أن يبقي دور الحرس في الأمن والنظام والاستقرار والضرب علي أيدي الخارجين علي القانون وحماية المنشآت الجامعية واعتبارهم حصنا وسندا للجامعة.
وأشار إلى أن جامعة عين شمس شهدت في الأيام الأخيرة تجاوزات عديدة حيث دخل احد الطلاب إلى الحرم الجامعي حاملا قنبلة يدوية وقام بتفجيرها داخل سور الجامعة مما أدى إلى نشوب حالة من الذعر بين الطلاب
و من جهة الطلاب اتفق عدد كبير من طلاب جامعة القاهرة مع عودة الحرس الجامعي وخاصة الطالبات قائلين نريد من يؤمننا داخل الحرم الجامعي فهذه الأيام إذا تحرش شاب بفتاة وهددته باللجوء للحرس الجامعي لا يبدى أي أهمية لهذا التهديد ويرجع هذا إلى عدم قيام الأمن المدني بدورة المنوط به على أكمل وجهة حيث انه لم يمتلك صفة أن يحرر محضر لطالب أو يحوله على قسم الشرطة مباشرة ولكن معظم الأمور تحل بشكل ودي .وهنا يجب عودة الحرس الجامعي القديم ولكن غير الذي كان علية ويقتصر دورة على ان يكون مؤمن للجامعة وأعضاء هيئة التدريس والطلاب .