قالت مصادر أمنية لوكالة رويترز إن سياح من الاحتلال واثنين من الموظفين المصريين في أحد الفنادق أصيبوا بجروح الجمعة بعد اندلاع مشاجرة بينهم في منتجع طابا المصري على الحدود مع الاحتلال.
ونقلت رويترز عن تلك المصادر دون أن تسمها، قولها إن المشاجرة اندلعت عندما سب سائح من الاحتلال موظفا مصريا في أحد الفنادق، مما أدى إلى تطور الأمر ووقوع مشاجرة بالأيدي والكراسي الخشبية بين عدد من الموظفين المصريين و4 سياح من الاحتلال بعد أن انضم 3 من السياح إلى مواطنهم.
ونشرت صفحات إخبارية عبرية، مشاهد من موقع الشجار المذكور داخل المنتجع وتظهر فيه آثار دماء على الأرض.
في #طابا
سكين مواطن مصري شريف تقوم بما عجزت عنه جيوش جرارة مجهزة مدربة لااا لترفع ظلماً بل لتحمي ظالماً !! pic.twitter.com/luf7ITR6Wn— PIC | صـور من التـاريخ (@inpic0) August 30, 2024
وسارعت قناة القاهرة الإخبارية المقربة للنظام، إلى حذف خبر عاجل نشرته على شاشتها وموقعها الإلكتروني، يفيد بوقوع حادث في طابا. وكانت القناة نفسها قد نقلت عن مصدر وصفته بـ”رفيع المستوى”، قوله إن “حادث طعن وقع لعدد من السائحين في طابا، وننتظر التحقيقات الأولية”. ونقلت جميع المواقع والصحف المصرية الأخرى، والتي تتبع أيضاً الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، المقربة لجهاز المخابرات العامة، الخبر عن القناة، التي حذفت الخبر بعد وقت قصير، لتحذف بقية المواقع التابعة للشركة الخبر تباعاً.
ولم يتوقف الأمر عند حذف قناة القاهرة الإخبارية الخبر الذي يفيد بوقوع حادث طعن، بل إن موقع جريدة الدستور التابع أيضاً للشركة المتحدة، دافع عن القناة واتهم قنوات “عربية” بالإضافة إلى مجموعات على تطبيق تليغرام تابعة لحركة حماس الفلسطينية وحزب الله اللبناني وجماعة الإخوان، بالترويج للرواية التي زعم أنها “إسرائيلية” والتي تحدثت عن حادث طعن، لإحداث “بلبلة”.
وبعد حذف الخبر الأول عن الواقعة، نشرت قناة القاهرة، خبراً آخر يتضمن نفي “مصدر أمني مسؤول”، ما زعمت أنه “تم تداوله بوسائل الإعلام الإسرائيلية حول وقوع حادث طعن لأحد مواطنيها بمدينة طابا بجنوب سيناء”. وقال المصدر الأمني، للقناة، إن حقيقة الواقعة هي “حدوث مشاجرة بين عامل بأحد الفنادق وعدد من السائحين من عرب 48 بسبب محاولتهم الحصول على خدمات من الفندق دون مقابل”. وأكد أن المشاجرة أسفرت عن إصابة العامل بإصابات بالغة الخطورة وكذا ثلاثة عاملين آخرين، وإصابة ثلاثة من السائحين من عرب 48.
وأشار المصدر الأمني المسؤول إلى أنه تم نقل الجميع إلى المستشفى لتلقي العلاج، وتباشر الجهات الأمنية التحقيق في الواقعة للوقوف على ملابسات الحادث. من ناحيته، ناشد المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، وسائل الإعلام، “الابتعاد عن الشائعات التي تنتهك القيم والمعايير الصحافية والإعلامية وتروج أخبارا كاذبة”، وذلك في إطار تعليقه على الحادث.
وقال إنه “سيتخذ الإجراءات القانونية ضد بعض المواقع والصفحات المصرية التي نشرت أخباراً مغرضة وغير صحيحة عن حادث طابا نقلاً عن مصادر إسرائيلية (مغرضة)، دون التحقق من صحتها أو التأكد من اتجاهات الجهات التي تروج لها، وقامت السلطات المصرية بنفيها”. وأضاف: “نقوم حاليا برصد هذه المواقع حفاظا على المهنية والمصداقية التي تستوجب عدم اللجوء إلى المصادر المحرضة أو المجهلة، والاعتماد على البيانات الرسمية التي تنشر الحقائق كاملة”.
من جهته، أشاد تقرير لموقع الدستور بقناة القاهرة الإخبارية، ووصفها بأنها “مثال التغطية المهنية”، وذكر أنه “رغم أن وسائل الإعلام الإسرائيلية تعمدت التوسع في نشر المزاعم حول الحادث والترويج له بوصفه (حادث طعن)، إلا أن القناة، تعاملت باحترافية شديدة، حيث حصلت على معلومات أولية حول الحادث من مصادر مصرية رفيعة المستوى، والتي أكدت أن ما حدث هو مشاجرة بين سائحين من عرب 48 وعدد من العمال المصريين داخل الفندق”، وهو عكس حقيقة الأمر، إذ إن “القاهرة الإخبارية”، كانت أول من تحدث عن رواية “الطعن”.