وصف متحدث مفوضيّة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان جيريمي لورانس، مشاهد اغتصاب جنود الاحتلال معتقلا فلسطينيا في سجن سدي تيمان بـ “الصادمة”، مطالبة تل أبيب بالتحقيق في جميع الانتهاكات.
وقال لورانس في تصريح له، اليوم الخميس: “إنها مشاهد صادمة، إنها واحدة من مشاهد عدة للانتهاكات الإسرائيلية الخطيرة في الأشهر الأخيرة، بما في ذلك سوء معاملة المعتقلين الفلسطينيين، والتعذيب، والعنف الجنسي، والاغتصاب”.
وذكّر بأن التقارير الصادرة بهذا الشأن مؤخراً تحدثت عن عدة انتهاكات خطيرة للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، بما في ذلك العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي ضد الأشخاص المحرومين من حريتهم.
وأضاف المسؤول الأممي أن بعض هذه الجرائم قد تشكل “جرائم حرب”.
وأكد أنه “يجب على إسرائيل أن تضمن إجراء تحقيقات سريعة ومستقلة وفعالة في جميع مزاعم الانتهاكات، التي نعتقد أنها منتشرة على نطاق واسع”.
وأشار إلى أنهم يعربون بانتظام عن قلقهم إزاء “حالة الإفلات من العقاب” في إسرائيل، وهي مشكلة طويلة الأمد في سياق الانتهاكات ضد الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.
وقال: “أجدد دعوتنا لإسرائيل لضمان الوصول الفوري لهيئات المراقبة المستقلة، مثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر، والمفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة إلى جميع مراكز الاحتجاز”.
وحسب القناة “12” العبرية (خاصة) الأربعاء، تداول إعلام عبري فيديو مسرب يوثق واقعة اعتداء جنود الاحتلال جنسيا على أسير فلسطيني من غزة في سدي تيمان.
وفي 29 يوليو الماضي، أثيرت ضجة كبيرة في الداخل المحتل بعد وصول عناصر من النيابة العسكرية إلى هذا المعتقل للتحقيق مع 9 جنود اعتدوا جنسيا على أسير فلسطيني، وتم لاحقا إطلاق سراح 5 منهم.
وما زالت النيابة العسكرية للاحتلال تحقق مع الجنود المشتبه بهم، ولكن دون توجيه لائحة اتهام ضد أي منهم.
ومنذ اندلاع الحرب على غزة في 7 أكتوبر 2023، تحدثت منظمات حقوقية عبرية وفلسطينية ودولية عن تردي الأوضاع في سجون الاحتلال، ولا سيما في سدي تيمان.
واعتقل جيش الاحتلال، منذ أن بدأ عمليته البرية بغزة في 27 أكتوبر الماضي، آلاف المدنيين الفلسطينيين، بينهم نساء وأطفال وعاملون في الطواقم الصحية والدفاع المدني.
وخلال الشهور الماضية، أطلق الاحتلال سراح عشرات الأسرى الفلسطينيين من غزة على دفعات متباعدة، ومعظمهم عانوا من تدهور في أوضاعهم الصحية، وحملت أجسادهم آثار تعذيب وإهمال طبي.