الدكتور مصطفى أوزتوب – خبير العلاقات الدولية:
أثبتت الأحداث الأخيرة في غزة مرة أخرى أن النظام الدولي الحالي غير كافٍ ولا يستطيع تقديم الحلول، على الرغم من الاجتماعات العديدة للأمم المتحدة، ومنظمة التعاون الإسلامي، والاتحاد الأوروبي، إلا أن المجتمع الدولي لم يتمكن من اتخاذ قرار فعال لوقف العدوان على غزة.
«إسرائيل» التي قتلت أكثر من 35 ألف فلسطيني، تواصل انتهاكاتها ضد الإنسانية بينما تظل القوى الدولية غير قادرة على اتخاذ إجراءات ملموسة لوقف هذا العدوان بسبب تأثير الولايات المتحدة، التي تتجاهل جرائم الحرب التي ارتكبها الاحتلال.
أمان الحماية يتلاشى:
منذ عام 1947، ارتكبت دولة الاحتلال العديد من الجرائم ضد الإنسانية قبل 7 أكتوبر، كانت النظرة العالمية للاحتلال بمثابة درع حماية له.
ومع ذلك، تغيرت هذه النظرة اليوم بشكل كبير، وأصبح الناس في جميع أنحاء العالم يرفعون أصواتهم ضد الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة. نتيجة لذلك، أصبحت الحكومات الداعمة للاحتلال في موقف صعب، وبدأ درع الحماية يتلاشى.
بناء موقف سياسي واقعي:
محاكمة الاحتلال في محكمة العدل الدولية بتهمة الإبادة الجماعية بفضل جهود جنوب أفريقيا، ووقف تركيا لتجارتها، وقطع العلاقات الدبلوماسية بين كولومبيا وبوليفيا والاحتلال، وإعلان دول مثل النرويج وإسبانيا وأيرلندا اعترافها بدولة فلسطين، كلها أمثلة على ردود الفعل الأولية ضد الاحتلال على مستوى الدول هذه التحركات تخلق بيئة سياسية واقعية لمواجهة الاحتلال، مما يجعل وقفها أمرًا إنسانيًا وأخلاقيًا ضروريا.
التضامن الإسلامي:
منذ أواخر القرن التاسع عشر وحتى اليوم، مرت الدول الإسلامية بعدة محاولات للتضامن، أبرزها إنشاء منظمة التعاون الإسلامي بعد حرق المسجد الأقصى عام 1969. حاليًا، تمتلك الدول الإسلامية قدرات كبيرة تمكنها من لعب دور فعال في السياسة الدولية، مما يجعل الآن الوقت المثالي لتعزيز التضامن الإسلامي.
الحاجة إلى الوحدة:
تزايدت الهجمات على الإسلام والمسلمين حول العالم، مما زاد من الحاجة إلى الوحدة والتضامن بين الدول الإسلامية ويجب على الدول الإسلامية التي تتمتع بقدرات كافية أن تأخذ زمام المبادرة لتحقيق التضامن ودعم فلسطين بفعالية.
سيناريو العقوبات على إسرائيل:
إذا دعا رئيس وزراء ماليزيا إلى قمة في إسطنبول لتحقيق وقف إطلاق النار في غزة، وردت تركيا بإعلان خطة عمل لدعم فلسطين، فإن ذلك سيشكل أساسًا هامًا لتحقيق وقف إطلاق النار في غزة. يمكن أن تشمل هذه الخطة خطوات مثل قطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع دولة الاحتلال إذا لم توقف عدوانها، ومناقشة الخيارات العسكرية وتشكيل قوات حفظ سلام. يمكن أن يشمل الاجتماع دولاً مثل جنوب إفريقيا، بوليفيا، كولومبيا، إسبانيا، وأيرلندا.
إجراءات مثل قطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع دولة الاحتلال يمكن أن تكون فعالة للغاية، ومقاومة دولة الاحتلال لهذه الإجراءات ستكون صعبة.
أهمية التوقيت:
الوقت الحالي هو الأنسب لبدء هذه الخطوات. يمكن أن تؤدي هذه المبادرات إلى إيقاف الإبادة الجماعية في غزة وإحداث تغييرات كبيرة في السياسة الدولية، وتعزيز دور الدول الإسلامية في هذا السياق.