وجه مسؤول كبير في إدارة بايدن انتقادات نادرة جدا لمصر بشأن ما قالوا إنه حجب القاهرة للمساعدات الإنسانية التي تقدمها الأمم المتحدة إلى غزة، قائلا: “ما ينبغي أن يدخل إلى معبر كرم أبو سالم هو مساعدة الأمم المتحدة الموجودة الآن في مصر، مصر تمنع ذلك حتى يستقر الوضع في معبر رفح”.
وأضاف المسؤول أنه “لا نعتقد أنه ينبغي تجميد المساعدات لأي سبب كان على معبر كرم أبو سالم، ويجب أن تمر هذه المساعدات عبره”، بحسب ما جاء في تقرير لموقع “تايمز أوف إسرائيل”.
وتراكمت المساعدات على الجانب المصري من معبر رفح بعد إغلاقه في وقت سابق من هذا الشهر بسبب العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح، واقتحام الجانب الفلسطيني من معبر رفح البري وتدمير بعض مرافقه.
ونقل الموقع عن مسؤول أمريكي ثان أن “مصر حذرت إسرائيل من أنها ستغلق المعبر إذا لم تنسق إسرائيل بشكل كامل عملياتها العسكرية عند البوابة مع القاهرة، وهو ما فشلت تل أبيب في القيام به”.
وقال المسؤول الأمريكي إن مصر “غير مستعدة لإعادة فتح المعبر طالما أن الجيش الإسرائيلي هو الذي يقوم بتأمين الجانب الآخر، ولا تريد أن يُنظر إليها على أنها متواطئة مع احتلال إسرائيل للبوابة”.
وأضاف المسؤول أن مصر “قد تكون مستعدة لإعادة فتح معبر رفح إذا حلت السلطة الفلسطينية أو منظمة دولية محل الجيش الإسرائيلي هناك، مضيفا أن السلطة الفلسطينية رفضت عرضا إسرائيليا لإدارة البوابة”.
واشترط الاحتلال على ضباط السلطة الفلسطينية عدم تعريف أنفسهم على أنهم من السلطة بسبب مخاوف من رد فعل من شركاء الائتلاف اليميني المتطرف لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
بينما طالبت رام الله أن تكون مشاركتها في رفح جزءا من مبادرة دبلوماسية أوسع تهدف إلى حل الدولتين في نهاية المطاف، وهو أمر غير مقبول بالنسبة لـ”إسرائيل”.
وتسعى الولايات المتحدة إلى إقناع القاهرة بـ”السماح على الأقل بنقل المساعدات المتراكمة في مصر إلى غزة عبر معبر كرم أبو سالم الإسرائيلي”، وهو ما قوبل بالرفض من قبل القاهرة، التي لا تزال تعتبر مثل هذه الخطوة بمثابة تعاون مع سيطرة “إسرائيل” على معبر رفح، بحسب ما قال المسؤول الأمريكي الثاني.
وأعلنت الأمم المتحدة اليوم أنها لم تعد قادرة على توزيع المساعدات الغذائية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة بسبب نقص الإمدادات وانعدام الأمن.
وأشار المسؤول الأمريكي الكبير إلى أن “إسرائيل” وافقت على تنفيذ سلسلة من الطلبات التي قدمتها الولايات المتحدة في الأيام الأخيرة لتحسين كمية المساعدات التي تصل إلى غزة.
ويقول المسؤول الأمريكي إن إحدى هذه الخطوات هي السماح بإرسال المساعدات التي يتم فحصها في قبرص مباشرة إلى ميناء أسدود الإسرائيلي حيث يمكن بعد ذلك نقلها إلى غزة دون الحاجة إلى الخضوع لخطوة أمنية إضافية.