كشف تقرير عبري، أن دبابات جيش الاحتلال الإسرائيلي أطلقت النار عن طريق الخطأ داخل الأراضي المحتلة خمس مرات على الأقل قرب حدود غزة، والحدود اللبنانية منذ بداية الحرب على غزة.
وقالت صحيفة “هآرتس” في التقرير الذي عمل عليه بار بيلغ: “أطلقت دبابات الجيش النار عن غير قصد على الأراضي الإسرائيلية في خمس مناسبات على الأقل منذ بداية الحرب في غزة، وفقًا لمعلومات حصلت عليها الصحيفة”.
وأضافت: “في مرتين على الأقل، تسبب إطلاق النار في إلحاق أضرار بالمباني، وفي إحداهما، أطلقت دبابة قذيفتين على كيبوتس هانيتا، على الحدود اللبنانية. ونتيجة لذلك تم إقالة قائد الفصيلة من منصبه”.
ولفتت إلى أنه “ردا على ذلك، قال الجيش إنه تم التحقيق في جميع الحوادث واستخلاص الدروس اللازمة”.
وأشارت هآرتس إلى أنه “في شهر كانون الأول/ ديسمبر، وفي أعقاب تنبيه استخباراتي حول وجود تهديد في المنطقة الحدودية بالقرب من الجليل الغربي مع لبنان، قام طاقم دبابة بالبحث عن مسلحين في المنطقة”.
وقالت: “بحسب جندي في اللواء، قال قائد الكتيبة إنه تم منح الإذن بإطلاق النار على أي هدف يتم تحديده، ونتيجة للخطأ في تحديد الهوية داخل الأراضي الإسرائيلية، أطلقت قذيفتان فارغتان على هانيتا، مما أدى إلى إلحاق أضرار بمنزلين”.
وأضافت: “جاء في تقرير تحقيق الجيش الذي وصل إلى هآرتس أن الفشل في التمييز بين مستوى الضرورة العملياتية والواقع العملياتي أدى إلى قرار عملياتي خاطئ”.
وتابعت: “خلص التحقيق أيضًا إلى أنه بسبب هذه الضرورة الملحة، لم يتم تنفيذ بعض الخطوات في مرحلة ما قبل إطلاق النار”.
و”قائد الفصيلة الذي أقيل في أعقاب التحقيق، وهو ضابط برتبة ملازم أول، كان أيضاً قائد الدبابة”، بحسب الصحيفة.
ونقلت عن أحد سكان هانيتا قوله: “نظرًا لنوع القذائف التي تم إطلاقها، كانت الأضرار التي لحقت بمنزلي الكيبوتس طفيفة نسبيًا، نافذة مكسورة وأضرار في الجدران الخارجية. ولو كانت القذائف مملوءة بالمتفجرات، لكان الضرر أكبر بكثير ولكان من الممكن أن يقتل أو يصاب الناس”.
وقالت الصحيفة: “في الحادث الآخر الذي شمل تدمير أحد المباني في يناير/ كانون الثاني الماضي، مرت قذيفة مجوفة أصابت مبنى بلدية سديروت، ولحقت أضرار طفيفة بالجزء الخارجي من المبنى وبغرفة واحدة”.
وأضافت: “مؤخراً، تقرر السماح لسكان المدينة، التي تم إجلاء معظمها خلال أيام بعد بدء الحرب، بالعودة رغم القتال”.
وأشارت إلى أنه “في الحالات الثلاث الأخرى الموثقة في التقرير، أطلقت دبابة النار على نقطة مراقبة داخل الأراضي الإسرائيلية؛ وأطلق مدفع رشاش مثبت على دبابة النار باتجاه إسرائيل، مما أدى إلى انطلاق صفارات الإنذار في كيبوتسات عين هشلوشا ونيريم ونير عوز؛ وانفجرت قذيفة دبابة في منطقة مفتوحة في موشاف عين هبسور بالقرب من الجزء الجنوبي من حدود غزة”.
وردا على التقرير، قال الجيش في بيان للصحيفة إنه “خلال القتال في قطاع غزة، كان هناك عدد محدود من حالات تسرب النيران الصديقة من ساحة المعركة إلى الأراضي الإسرائيلية”.
وذكر كذلك أنه يتم التحقيق في كل حالة على حدة، وأن “الخسائر غير معروفة ولكن الأضرار التي لحقت بالممتلكات معروفة”.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات آلاف الضحايا معظمهم أطفال ونساء، وفق بيانات فلسطينية وأممية، الأمر الذي أدى إلى مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب “إبادة جماعية”.