قال الباحث الأثري الدكتور عبد الرحيم ريحان أن المصري القديم اهتم بمصيره بعد الموت وما يمكن أن يلاقيه من أهوال حتى يصل إما للنعيم أو الجحيم و ذلك في نقوش على جداران المعابد وفي كتب قدماء المصريين .
وقال ريحان إن المصريين كان لديهم إيمان بان هناك حياة أبدية بعد الموت وان المذنبين لهم مصير سيء أشار أن هذا المصير المظلم من الناحية الفنية وهو ما ظهر على جدران مقابر ملوك الدولة الحديثة بوادي الملوك حيث ظهرت مناظر المعذبين بألوان مبهرة زاهية وبتفاصيل دقيقة تظهر حرص المصري على تصوير هذا المصير المشئوم لهؤلاء المعذبون ونجح الفنان في استخدام اللون ودلالته للتعبير عن الجحيم باللونين الأحمر كدلالة على الدموية والأسود كدلالة على العدمية.
وأكد أن وصف الكتب الدينية لتلك المرحلة من التعذيب لا يقف عند حد الإيحاء فحسب بل تصف مراجل النار وهى تعمل بالفعل حيث يلقى بالرؤوس والقلوب والجثث والأرواح والظلال في الماء المغلي بينما ترفع ذراعان غامضان المرجل بكل ما فيه من الأعماق المظلمة في "مراكز السعير" إلى المناطق المرئية في العالم الآخر .
وقال ريحان أن المناظر المصورة للجحيم تمثّل مخلوقات مرعبة تستقبل المذنبين بعد نهاية حياتهم على الأرض لتفك أربطة مومياواتهم وتحرمهم من الملابس النظيفة وتعرى أجسادهم حيث كان العرى فى مصر القديمة رمزاً للوهن وهو ما يتمناه المرء لأعدائه وفى مكان الحكم عليهم تنقلب الأمور الطبيعية حيث يسير المذنبون رأساً على عقب وتربط أيديهم من خلف ظهورهم وربما حول خوازيق ويتم فصل رؤوسهم وأوصالهم عن أجسادهم وتخرج قلوبهم من صدورهم وتنفصل أرواحهم عنهم للأبد ولا تعود إليهم وحتى ظلالهم تختفي عنهم بل يصل الأمر إلى حد حرمانهم من النسل وتمحى أسمائهم وكل ما يذكر وجودهم وكان المذنبون يوضعون في مراجل للنار توضع فيها أرواحهم وأجسادهم المقطعة حيث يحرقون ويتحولون إلى رماد