ذكر الإعلام الأمريكي، أن قوات الاحتلال استخدمت مئات القنابل من طراز MK-84 ذات القوة التدميرية العالية في مناطق صنفتها “آمنة” للمدنيين بقطاع غزة الفلسطيني، بعد حصول تل أبيب عليها من واشنطن.
وقالت صحيفة “نيويورك تايمز”، استنادا إلى تحليل الأدلة البصرية المدعمة بالذكاء الاصطناعي، إن “قوات الاحتلال استخدمت قنابل MK-84، إحدى أكبر القنابل وأكثرها تدميرا في مناطق صنفتها آمنة، للمدنيين في الأسابيع الستة الأولى من إطلاق هجماتها على غزة”.
وأشارت الصحيفة الأمريكية، إلى أن “تحليل الحفر الضخمة المتشكلة جراء سقوط القنابل على مناطق في جنوب غزة، حيث تبين بعد مسح صور الأقمار الصناعية أن قُطر كل حفرة يزد عن 12 مترا”.
وبحسب خبراء الذخائر، لا تتشكل حفر بهذا الحجم في التربة الرميلة الخفيفة في غزة إلا إذا تم استخدام قنابل يبلغ وزنها 2000 رطل.
في حين كشفت عمليات المسح عبر الأقمار الصناعية وطائرات مسيرة عن 208 حفر بالمنطقة، مع احتمال ارتفاع عدد تلك الحفر نظرا لمحدودية صور الأقمار الصناعية.
وثبت نتيجة التحقيق استخدام إسرائيل قنابل MK-84، تزن الواحدة منها نحو طن واحد، في المناطق “الآمنة” للمدنيين جنوبي قطاع غزة.
ورغم استخدام العديد من جيوش الدول الغربية لقنابل بهذا الحجم، إلا أن خبراء الذخائر أشاروا إلى أن مثل هذه القنابل تكاد لا تلقى على المناطق المأهولة بالسكان.
ويصل عدد سكان قطاع غزة إلى أكثر من 2.3 مليون نسمة على مساحة نحو 362 كيلومترا مربعا.
وردا على سؤال نيويورك تايمز، حول هذا الموضوع قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي (لم تذكر اسمه) إن “أولوية إسرائيل القضاء على حماس، وسيتم تناول هذه الأسئلة في مراحل لاحقة”.
وأضاف المتحدث، أن قوات الاحتلال “تتخذ الإجراءات الممكنة لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين”، بحسب زعمه.
وبعد موجة انتقادات دولية في هذا الشأن، طلبت الإدارة الأمريكية من تل أبيب بذل الجهود لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين.
وأوضحت نيويورك تايمز، أن واشنطن أرسلت إلى إسرائيل أكثر من 5 آلاف قنبلة من طراز MK 84، منذ أكتوبر/ تشرين أول.
وبحسب خبر نشرته شبكة “سي إن إن” الأمريكية، بناء على دراسة تحليلية مشتركة أجرتها بالتعاون مع شركة الذكاء الصناعي ” Synthetaic”، فإن إسرائيل ألقت مئات القنابل على غزة خلال الشهر الأول للهجوم، وزن الواحدة منها 910 كلغ.
وأضافت “سي إن إن”، أن معظم هذه القنابل قادرة على قتل أو جرح أشخاص على بعد أكثر من 300 متر.
وأوضحت أن صور الأقمار الصناعية للأسابيع الأولى من الهجمات، تظهر وجود أكثر من 500 حفرة يبلغ قطرها أكثر من 12 مترًا، تطابق الحفر التي خلفتها القنابل التي تزن 910 كلغ.
وأكدت “سي إن إن”، أن هذه القنابل أكبر بأربع مرات من أثقل القنابل التي استخدمتها الولايات المتحدة خلال هجماتها ضد تنظيم داعش الإرهابي في مدينة الموصل العراقية.
وقال مارك جارلاسكو، محقق جرائم الحرب السابق في الأمم المتحدة، إن “شدة القصف الإسرائيلي على غزة في الأسابيع الأولى لم يشهد لها مثيل منذ حرب فيتنام.
وأفاد جارلاسكو، لدى مراجعته تحاليل شبكة سي إن إن، أنه “للقيام بمقارنة، علينا العودة إلى حرب فيتنام، لم يكن القصف بهذه الكثافة في حربي العراق الأولى (1991) والثانية (2003)”.
ووفقا لخبراء الأسلحة والحروب، فإن العدد الكبير من الضحايا المدنيين سببه استخدام قنابل تزن قرابة 1 طن على منطقة ذات كثافة سكانية عالية مثل غزة.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلّفت حتى صباح الجمعة “20 ألفا و57 شهيدا و53 ألفا و320 جريحا معظمهم أطفال ونساء”، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا للسلطات في القطاع والأمم المتحدة.