لقي شكري بلعيد -القيادي التونسى البارز في الجبهة الشعبية المعارضة، والأمين العام لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد – اليوم ( الأربعاء) مصرع اثر إصابته بطلق ناري أمام منزله من قبل مجهولين وهو ما قوبل بإدانة من القوى السياسية المختلفة .
وأكد د. خالد حنفي –مساعد رئيس تحرير مجلة السياسة الدولية- معلقًا على الحادث على الحادث أن هناك مجموعة من العوامل دفعت للتوتر في تونس منها الخلافات بين "الترويكا" الحاكمة في تونس التي تضم حزب المؤتمر من أجل الجمهورية وحزب التكتل من أجل العمل والحريات وتقوده حزب حركة النهضة الإسلامية،فضلا عن مشكلات في إدارة تونس وعدم شعور الشعب التونسي بتحسن ملحوظ نتيجة للتعثر في إدارة الملفات الاقتصادية والاجتماعية وصعود تيارات تتبنى العنف السياسي مثل تيارات السلفية الجهادية .
وأضاف حنفى لشبكة "رصد" الإخبارية أن العنف نوعين عنف اجتماعي وعنف سياسي وهو المتمثل في الاغتيالات ويعتبر ذروة العنف، ووصول العنف في تونس إلى هذا الحد يعنى أن التوتر قد وصل مداه وهذا ناتج عن حالة الاستقطاب العلماني والإسلامي.
وتوقع حنفى حدوث مراجعات في رؤية القادة الجدد للنظام السياسي في تونس في إدارة العملية السياسية وفى مواجهة التيارات الإسلامية المتشددة التي بدأت تتنامى في تونس محذرًا من بأنه إذا لم تعالج الأمور بشكل حاسم سيؤدى ذلك إلى تنامى الانفعالات والتظاهرات الغاضبة .
وحول تأثير الحادث على ثورات الربيع العربي قال حنفى: بالطبع سيؤثر فما حدث يشير إلى أن هناك سلبيات لثورات الربيع العربي ولكن هذا لا ينفى وجود إيجابيات لكن علينا آلا نتصيد حادث لوصم الثورات العربية بالإخفاق فهذه طبيعة المرحلة الانتقالية التي تواجه أزمات كثيرة.
وكان راشد الغنوشى قد دعا اليوم إلى حكومة وحدة, بعد اغتيال القيادي في الجبهة الشعبية المعارضة شكري بلعيد ووصفه بالجريمة السياسية النكراء كما أدان حمادى الحبالى رئيس الحكومة الواقعة ووصفها بالإرهابية.
وفى سياق متصل قرر الرئيس منصف المرزوقي إلغاء مشاركته في القمة الإسلامية بمصر, والعودة لتونس، واعتبرت بعض القوى السياسية الحادث مخطط لدفع البلاد إلى الفوضى ووقف مسار الانتقال الديمقراطي.
ويعد شكري بلعيد محامي وناشط حقوقي ومعارض بارز في تونس منذ حكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي ويعتبر من المنتقدين للائتلاف الحاكم الحالي ولحركة النهضة الإسلامية.
يذكر أن الآلاف من التونسين قد خرجوا في مظاهرات اليوم في غالبية المدن التونسية، تنديداً بعملية اغتيال المعارض التونسي اليساري شكري بلعيد.