أوقف عبدالحميد الدبيبة، رئيس وزراء حكومة الوحدة الليبية، وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش عن العمل وأحالها للتحقيق، على خلفية إعلان وزير خارجية الاحتلال عن لقائهما في إيطاليا قبل أيام.
في المقابل قالت الخارجية الليبية إن الوزيرة المنقوش رفضت عقد لقاءات مع أي طرف ممثل للكيان الإسرائيلي وفقًا لنهج الحكومة، مشيرة إلى أن ما حدث في روما هو لقاء عارض غير رسمي وغير معد مسبقًا، ولم يتضمن أي مباحثات أو اتفاقات.
وأضافت في بيان رسمي: “تؤكد الخارجية الليبية التزامها الكامل بالثوابت الوطنية تجاه قضايا الأمتين العربية والإسلامية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وتشدد على تمسكها بالقدس عاصمة أبدية لفلسطين، وهذا موقف راسخ لا تراجع عنه”.
كانت وزارة خارجية الاحتلال قد قالت في بيان الأحد 27 أغسطس/آب 2023، إن الوزير إيلي كوهين عقد اجتماعًا مع نظيرته الليبية في حكومة الوحدة نجلاء المنقوش في إيطاليا، على الرغم من عدم وجود علاقات دبلوماسية بين البلدين.
وبحسب بيان الوزارة الإسرائيلية فإن “اللقاء السري” قد عُقد بوساطة وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني.
وقال وزير الخارجية إيلي كوهين في بيان: “تحدثت مع وزيرة الخارجية عن الإمكانات الكبيرة للعلاقات بين البلدين، فضلًا عن أهمية الحفاظ على تراث اليهود الليبيين، بما يشمل تجديد المعابد والمقابر اليهودية في البلاد”.
كما قال كوهين إن المفاوضات جارية للتطبيع مع “سلسلة من دول الشرق الأوسط”.
من جانبها، رحبت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية بما وصفته بأول اجتماع في التاريخ بين وزيري خارجية البلدين.
وبعد إيقاف الوزيرة، قالت وسائل إعلام محلية ليبية إنها غادرت البلاد متجهة إلى تركيا، فيما نفى جهاز الأمن الداخلي سماحه بسفرها.
وبيّن الجهاز الأمني أنه أدرج اسم الوزيرة في قائمة الممنوعين من السفر إلى حين امتثالها للتحقيقات، مؤكدا وقوفه مع تطلعات الشعب الليبي واحترام مشاعره تجاه كافة القضايا وخاصة القضية الفلسطينية، مجددا استنكاره لما قامت به المنقوش.
وأثار الكشف عن لقاء المنقوش مع كوهين، تنديدا محليا واسعا وردود فعل غاضبة تمثلت في حدها الأدنى بالمطالبة بإقالة الوزيرة ووصلت حد المطالبة بإسقاط الحكومة، وأظهرت إجماعا ليبيًّا ضد التطبيع.
فقد طالب المجلس الرئاسي حكومة الوحدة بتوضيح حقيقة لقاء المنقوش مع وزير خارجية “الكيان الإسرائيلي”، واتخاذ أقسى العقوبات في حال ثبت اللقاء فعلا.
واندلعت احتجاجات في شوارع طرابلس وضواحيها مساء الأحد رفضا للتطبيع مع إسرائيل، وامتدت الاحتجاجات إلى مدن أخرى، حيث أغلق شبان الطرق وأحرقوا إطارات، ملوحين بالعلم الفلسطيني.
بدأت الوزيرة المنقوش (50 عاماً) تولي منصب وزيرة الخارجية الليبية من مارس/آذار 2021 في حكومة عبد الحميد الدبيبة في طرابلس.
وكان بنيامين نتنياهو قد وعد بعد فوزه في جولة الانتخابات الخامسة التي عقدت خلال أقل من 4 أعوام، بتوسيع اتفاقيات التطبيع مع الدول العربية والإسلامية، على الرغم من استعانته بمجموعة من الأحزاب اليمينية والصهيونية المتطرفة في حكومته.