يسيطر الإحباط على القيادة السياسية والعسكرية في دولة الاحتلال؛ جراء عدم تقبل المصريين للسلام والتطبيع، رغم مرور عقود مضت على توقيع اتفاقية كامب ديفيد بين الطرفين، وسط قناعات راسخة بأن السلام فقط بين الجهات الرسمية، ولم يصل إلى القاعدة الشعبية في مصر.
أوفير فينتر، الخبير الإسرائيلي في الشؤون المصرية، أكد أن “هناك شريحة كبيرة من الرأي العام المصري لا تزال معادية لإسرائيل حتى بعد أكثر من 44 عاما من السلام، وتعتبر الجندي محمد صلاح (منفذ هجوم الحدود المصرية مؤخرا) بطلا، ما يؤكد أن السلام القائم اليوم هو بين النخب الأمنية، وليس بين الشعوب، وكل الجهود الإسرائيلية لتغيير هذا الواقع ما زالت هزيلة، وغير كافية، ومن المشكوك فيه أن يؤدي الضغط المتزايد من تل أبيب وواشنطن على القاهرة للتغيير المنشود في الخطاب السائد في الأوساط المصرية”.
.
وزعم في مقال نشره موقع زمن إسرائيل، و،”أن آخر دراسة مفصلة أجراها معهد IMPACT-se على الكتب المدرسية في مصر، جاءت فيها النتائج مفاجئة وسارة، لأن العديد منها تعتبر السلام قيمة وطنية مصرية ودينية إسلامية، ورغم أن إسرائيل لا تظهر بالاسم على الخرائط في الكتب المدرسية المصرية، فإن طلاب الصفين التاسع والثاني عشر يتعلمون أن السلام معها مفيد لمصر، ويتيح التنمية الاقتصادية، ويشجع الاستثمارات الرأسمالية، ويزيد السياحة”.
وأضاف أن “المناهج المصرية الجديدة تحث على معاملة اليهود بتسامح واحترام في معظم الكتب المدرسية، وتم حذف المحتوى السلبي والمعاد للسامية الشائع في الماضي من المناهج الدراسية المتجددة، ويتم تدريسها من الصف الأول إلى الخامس، ويتوقع أن تغطي جميع الفئات العمرية بحلول نهاية العقد، وهذا اتجاه يتناسب مع مبادرات السلطات المصرية لتجديد مواقع التراث اليهودي، بما في ذلك المعابد والمقابر، ونشر العديد من الكتب الجديدة عن تاريخ اليهود المصريين”.
وأوضح أنه “بينما يمكن للتعليم في المدارس أن ينقل ثقافة السلام للأجيال القادمة، فإن وسائل الإعلام تشكل الرأي العام في الوقت الحاضر، وفي ضوء هجوم العوجا، سُمِعت أصوات في مصر اعترفت بأهمية السلام مع إسرائيل، ودعت لترسيخه، كما أن العلاقات التجارية بين إسرائيل ومصر تكشف عن تزايدها في السنوات الأخيرة أعلى من ذي قبل، خاصة في مجال الغاز الطبيعي، ولا ننسى لفتة الرئيس عبد الفتاح السيسي لوزيرة الطاقة الإسرائيلية السابقة كارين الهرار، خلال مؤتمر عن الطاقة في مصر”.
زعم أن “صناعة السياحة المصرية تتوق إلى السائح الإسرائيلي بعد الأضرار التي لحقت به بسبب وباء كورونا وحرب أوكرانيا، وفي العامين الماضيين ازداد تواتر الرحلات الجوية بين الدولتين، وافتتح خط طيران إسرائيلي مباشر إلى شرم الشيخ، وفي 2022 زار سيناء أكثر من نصف مليون سائح إسرائيلي، وسافر عشرات الآلاف بشكل فردي، وفي مجموعات إلى القاهرة، قرابة أربعة أضعاف ما كان عليه قبل فيروس كورونا”.
وسلطت عملية العوجا الضوء الإسرائيلي على دور المناهج الدراسية في مصر، بزعم دورها في إزالة معاداة السامية وأشكال التعبير عن الكراهية تجاه الاحتلال الإسرائيلي، وصولا لجعله مجتمعا مصريا أكثر تسامحًا من شأنه تعزيز الاستقرار الإقليمي ومحاربة التطرف، في ضوء إدراك الاحتلال لقوة الكتب المدرسية باعتبارها حاجزًا حاسمًا أمام معاداة الاحتلال منذ مرحلة الصغر بحذف التحريض ضده وكراهيته من الكتب المدرسية.