شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

إيران ” المدللة ” !! – هيثم صلاح

إيران ” المدللة ” !! – هيثم صلاح
" إيران جزء من الحل و ليست جزء من المشكلة " جاءت هذه العبارة على لسان وزير الخارجية المصري أثناء المؤتمر الصحفي الذي...

" إيران جزء من الحل و ليست جزء من المشكلة " جاءت هذه العبارة على لسان وزير الخارجية المصري أثناء المؤتمر الصحفي الذي عقده بصحبة مبعوث المجرمين علي أكبر صالحي كجزء من فانتازيا دبلوماسية لا ترتبط كثيرا – أو قليلا – بالواقع . فأنت إن سألت أي صبي في سوريا عن موقف إيران من الثورة السورية سيخبرك أن الجيش الحر يحارب إيران فعليا و ليس النظام السوري , و أنه لولا الدعم الإيراني لربما كان انتهى نظام بشار منذ فترة . فما الذي يعنيه هذا التذلف الخارج عن سياق الأحداث و ما الذي يحملنا على البعد عن حقيقة الموقف ؟ و هل يقتنع فعلا وزير الخارجية المصري بما يقول ؟ لا أظن ذلك فالدور الذي تمارسه إيران في قتل الشعب السوري و التمسك بحكم بشار لسوريا لا تخطؤه عين . الحقيقة أن إيران ليست جزءا من المشكلة و إنما هي أصل المشكلة و صانعتها و داعمة و جودها و استمرارها . تثبت إيران يوميا بأنها لا تعبأ بحياة البشر و قادرة على إراقة أكبر قدر من الدماء من أجل التمكين لمشروعها الشيعي أثبتت هذا من قبل في العراق و أكدته في سوريا , فهي مستعدة لدعم بشار إلى أبعد مدى ممكن مهما كان حجم الدمار و القتل من أجل منع سقوط النظام الشيعي من خلال ثورة شعبية . و هي في هذا ربما عينها على موطئ قدمها الآخر في العراق و ذراعها الآخر , المالكي و تخشى إن سقط بشار بسهولة – أو بصعوبة – فإن هذا قد يغري العراقيين بالانتفاض ضد المالكي و هذا سيكون بمثابة تسونامي جيوسياسي ضد مصالح إيران الإقليمية . تخشى إيران على لبنان كذلك التي سيسعى أهلها و النظام السوري الجديد إلى تصفية حسابه مع كلاب حزب اللات لذا فهي تصر على مخرج لا يسقط بشار . الدور الإيراني حتى يتخطى ذلك فبعض التحليلات تشير إلى ان الدعم الصيني لبشار هو فقط نتيجة خشية الصين على مصالحها الاقتصادية الكبيرة مع إيران و هي لا تريد إغضابها بالتخلي عن بشار ! أما سوريا فعلاقتها مركبة بإيران و نظام الأسد كما هو معلوم .

 

كلاب الإيرانيين على الأرض يطلقون الرصاص , يذبحون بالسكين , يقتلون الأطفال , طائراتهم تنقل السلاح إلى النظام الأسدي بانتظام و يقابل ذلك من ناحيتنا كلام حماسي عن دعم الشعب السوري و أن قلوبنا معه ثم نقيم علاقة مع قاتله الإيراني و نتملقه بالحديث عن أنه جزء من الحل و ليس جزء من المشكلة . هل يجوز أن نلتفت إلى الضغط على أنظمة الخليج و الدول الغربية لدعمنا بالتعامل مع الإيرانيين في وسط المذبحة المقامة للشعب السوري ؟  هل يعقل أن تكون مقصرا في دعم الشعب السوري بالسلاح في حين أن النظام السوري يتنفس من خلال الرئة الإيرانية و مع لا تضغط على إيران بورقة العلاقة معها ؟ . إن المعلوم أن إيران متلهفة على إقامة علاقة على مصر التي بدأ يظهر دورها الإقليمي بعد الثورة و سياساتها الأكثر إستقلالية التي تؤهلها لإقامة علاقات مع إيران بعيدا عن الضغط الأمريكي , لكن يجب على النظام المصري الحالي ألا يفتح هذا الباب إلى بعد ان تغير إيران موقفها تماما على الأرض و تتوقف عن دعم الأسد بل و تضغط عليه للتنحي و إيقاف القتل و تعتذر لكل الشعوب المسلمة عن جرائمها . من غير المقبول أخلاقيا و لا يتفق مع المرجعية الإسلامية للدولة أن نستقبل ممثلين إيرانيين في ظل الدور القذر سالف الذكر الذي تقوم به إيران , بل و الأدهى أن يستقبل رمز السنة المفترض شيخ الأزهر هذا المبعوث في ظل ما يتعرض له السنة في سوريا  و العراق … عار . إنني أدعو الرئيس المصري الدكتور مرسي إلى تذكر ما يحدث في سوريا قبل أن يصافح السفاح أحمدي نجاد .. فالسياسة الواقعية الصرفة لا تتماشى مع هويته و هويتنا .

إن جدول أعمال السياسة الخارجية المصرية يجب أن يضع في حسبانه واجب مصر الإقليمي و مكانتها , فالحدث السوري مشتعلا و يجب أن تستخدم كل الأطراف لإطفائه و هذا يعني قطع العلاقات مع إيران و الضغط عليها بكل الصور الممكنة حتى يسقط الأسد , ثم تبدأ العلاقات تدريجيا في العدودة مقابل كل إصلاح تقوم به إيران و مقابل دعمها في قضية الملف النووي حتى يكون هذا مدخلا لإخلاء شامل للمنطقة من السلاح النووي بتجريد إسرائيل منه في إطار حل شامل يعيد للفلسطينيين الجزء الرئيسي من حقوقهم . صحيح ان إيران لن تختفي و لكن هذا لا يعني ألا نحاسب القاتل



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023