شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

هكذا نجحت خطة «محمد صلاح».. تحقيق يكشف فشل الاحتلال في تأمين الحدود

كشف تحقيق لإذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي  عما سمّاه “إخفاقات” الجيش أمام الجندي محمد صلاح بشكل مقلق كشف عن “قصور” في أداء ضباط وجنود الجيش، أثناء حادثة معبر العوجا، التي أدت إلى مقتل 3 جنود إسرائيليين على يد الشهيد محمد صلاح، 3 يونيو 2023.

التحقيق الذي ترجمه موقع عربي بوست، استند في تحقيقه لشهادات من جنود وضباط الفرقة العسكرية التي كانت في مهامها أثناء وقوع العملية، موضحا أن قادة الفرقة في الجيش الإسرائيلي، المعنية بأمن الحدود، تجاهلوا تحذيراً من وجود متسلل اجتاز الحدود، ولم يبادروا بأي رد فعل، وهذا ما يتناقض مع رواية الجيش الرسمية.

يشير إلى أن القتيلين من الجيش، الرقيب ليا بن نون، والرقيب أول أوري إيلوز، كانا قد أرسلا إشارة لقادة الفرقة بأنهما في مهمة استطلاع عادية بالقرب من السياج الحدودي عند الساعة 6:30 من صباح يوم العملية، ولكنهما قُتلا بعد وقت قصير من هذا الاتصال.

خلال هذا الوقت منذ وقوع عملية إطلاق النار الأولى تلقى سلاح الإشارة تحذيراً بوجود شخص متسلل دخل الحدود من الجانب المصري، ولكن قادة الفرقة تجاهلوا هذا التحذير، ولم يبادروا بأي دوريات استطلاع أو إجراء عمليات تمشيط للمكان، على عكس ما هو متبع في بروتكولات الجيش الإسرائيلي للتعامل مع حالات التسلل.

تم رصد الجندي محمد صلاح وهو داخل الحدود خلال مهمة عادية لطائرات الاستطلاع الإسرائيلية، دون الجزم بأنه مسلح. وبعد ذلك بدقائق وصلت دورية استطلاع إسرائيلية للمكان لاعتقاله بعد هذه الإشارة، وحدث اشتباك أدى لمقتل الرقيب أول أوهاد دهان، ثم استشهد منفذ العملية بعد تبادل لإطلاق النار مع الدورية الإسرائيلية، وفق التحقيق ذاته.

أضاف كذلك تحقيق إذاعة الجيش الإسرائيلي، أنه قبل وقوع الاشتباك الثاني بدقائق تحدث الجنود بأنهم سمعوا قائد “كتيبة الفهد” (ليست ضمن ألوية النخبة في الجيش)، أثناء نقاش جانبي مع قادة الفرقة، بأنه يرجح أن المتسلل ليس مدنياً، بل هو عسكري مصري، ويحمل بندقية طويلة، إلا أن صور طائرات الاستطلاع لم تتأكد من وجود سلاح رشاش كان يخبئه داخل إحدى الصخور التي كان يحتمي بها.

حتى بعد رصد عملية التسلل، والتأكد من وجود شخص اجتاز الحدود، لم يحضر قائد لواء فاران، العقيد عيدو سعد، مع دورية الاستطلاع التي قتل بها الرقيب أول أوهاد دهان، وحضر بعد انتهاء الاشتباكات.

كما أبلغ أفراد من الجيش في غرفة المراقبة، أنهم لم يُبلغوا بوجود أي عطل في جهاز الإنذار على السياج، ولم ترصد كاميرات المراقبة أي عملية تسلل، وهذا الخطأ يشير إليه المراسل العسكري بأن الجنود كان تركيزهم منصباً على مراقبة نقاط التهريب، التي عادةً ما يستخدمها مهربو المخدرات.

تشير إذاعة الجيش الإسرائيلي إلى أن الكثير من الجنود الذين يعملون في المنطقة الحدودية لم يكونوا على علم بوجود فتحات للطوارئ، وهذا ما سمح للشرطي باجتياز الحدود عبر هذه الثغرة دون أن يراقبه أحد.

رواية الجنود التي نقلتها إذاعة الجيش تشير إلى أنهم لم يكونوا على علم بالبروتوكول الخاص بمراقبة الحدود، إذ يفرض الجيش الإسرائيلي على قواته العاملة هناك، الالتزام ببروتوكول التواصل اللاسلكي بين الجنود المشاة ونقاط الحراسة مرة واحدة لكل ساعة مناوبة.

إلا أن التحقيق الأوّلي لإذاعة الجيش أفاد بأن الإجراء المعمول به في المناطق الحدودية هو إجراء اتصال لاسلكي مرة أو مرتين، خلال مناوبة الحراسة كل 12 ساعة.

التحقيق عن إخفاقات الجيش الإسرائيلي أمام الجندي محمد صلاح كشف عن أن الالتزام الخاطئ بالتعليمات أدى لاستبعاد سيناريو مقتل المجند والمجندة منذ وقوع الاشتباك الأول، كونه لم يكن هناك اتصال مستمر بينهم وبين القيادة العاملة في المنطقة، بالتالي فإن عدم إجراء أي اتصال بين الجنود المشاة الموكلة إليهم مهمة مراقبة الحدود وقادة المنطقة خلال 5 ساعات لا يشكل حدثاً استثنائياً، وفقاً لوصف إذاعة الجيش، وهو ما أدى إلى التأخر بمعرفة ما حصل للجنود القتلى.

كما يكشف التحقيق أن اجتماعاً عُقد قبل شهرين بين قادة الكتائب والجنود العاملين في المنطقة الحدودية مع سيناء، ووجه خلالها الجنود انتقادات لكبار ضباط الجيش، منها المناوبات الطويلة التي تتجاوز 12 ساعة يومياً، وهذا سبب كاف لقلة التركيز وعدم التعامل بيقظة مطلوبة مع حالات الطوارئ.

كما وضع الجنود ملاحظات، منها خلو نقاط الحراسة بسبب قلة الجنود وطول الحدود، الأمر الذي يفسر أيضا إخفاقات الجيش الإسرائيلي أمام الجندي محمد صلاح، بحسب التحقيق.

يذكر أن سلطات الاحتلال سبق أن سلمت، الإثنين 5 يونيو 2023، جثة محمد صلاح إبراهيم (23 عاماً)، من مرتبات الأمن المركزي، وتنحدر أصوله من مدينة عين شمس، ووجوده في سيناء كان ضمن أداء خدمته العسكرية التي شارفت على الانتهاء، وفقاً لتقرير للقناة 12 العبرية.

يذكر أن محمد صلاح تسلل فجر السبت، 3 يونيو 2023، إلى الحدود مع الأراضي المحتلة، وقتل 3 جنود إسرائيليين، وأصاب رابعاً قبل موته لاحقاً. وجاءت رواية الجيش المصري الرسمية بأن أحد عناصر الأمن المكلفة بتأمين خط الحدود الدولية، طارد عناصر تهريب المخدرات.

 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023