بعثت سمية الغنوشي، ابنة رئيس حركة النهضة التونسية، راشد الغنوشي، برسالة مؤثرة إلى والدها المعتقل منذ منتصف أبريل الماضي.
وقالت سمية الغنوشي، خلال ندوة قدمها الإعلامي المصري أسامة جاويش على قناته بـ«يوتيوب»، استضاف خلالها عائلات معتقلين سياسيين في تونس: «والدي، كنت فخورة بك حينما كنت أزورك رفقة والدتي وإخوتي الصغار في سجن برج الرومي، ثم سجن 9 أبريل، واليوم أنا فخورة جدا بك، ما زلت تقاوم، شيخا كبيرا، بعد أن قاومت شابا، وكهلا».
وأضافت مخاطبة والدها: «ينطبق عليك قول الله سبحانه وتعالى «من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه».
وتابعت سمية الغنوشي مخاطبة والدها بتأثر: «أنت عزنا وفخرنا، وتاج على رؤوسنا، لم يزدك السجن إلا ثراء وموازينك إلا ثقلا».
وفي رسالة إلى الرئيس قيس سعيد دون تسميته، قالت سمية الغنوشي: «سجانك هو السجين يا أبي، مثلك يا أبي لا يسجن، سينجلي هذا الانقلاب قريبا، وستشرق شمس الحرية، والبذرة التي زرعتها يا والدي أثمرت، وسينحدر هذا الانقلاب بإذن الله قريبا».
وشارك في الندوة، التي أقيمت مساء الخميس، كل من الحقوقي اليساري عز الدين الحزقي، والد القيادي بجبهة الخلاص الوطني جوهر بن مبارك، وسمية الغنوشي، ابنة رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، وجزاء الشريف، ابن القيادية بجبهة الخلاص شيماء عيسى، وفايزة رحيم الشابي، زوجة أمين عام الحزب الجمهوري عصام الشابي.
وتشن السلطات الأمنية التونسية منذ نهاية العام الماضي موجة اعتقالات طالت سياسيين معارضين ورجل أعمال وإعلاميًا، ما ينذر بتزايد القمع في بلد يواجه أزمة اقتصادية وسياسية منذ قرار الرئيس قيس سعيّد احتكار السلطات في العام 2021.
وسبقت عمليات الاعتقال تلميحات واضحة من الرئيس خلال لقاء بوزيرة العدل ليلى جفال، قال فيها: «من غير المعقول أن يبقى خارج دائرة المحاسبة من له ملف ينطق بإدانته قبل نطق المحاكم، فالأدلة ثابتة وليست مجرّد قرائن».
وتتزامن حملة الاعتقالات وسعي الرئيس قيس سعيّد إلى وضع حجر الأساس لنظامه الرئاسي، الذي تميز بمقاطعة كبيرة من قبل الناخبين، لا سيما إثر مقاطعة نحو تسعين في المئة من الناخبين دورتي الانتخابات النيابية الفائتة، فضلا عن أزمة اقتصادية خانقة في ظل تعثر المفاوضات مع صندوق النقد الدولي بشأن قرض تسعى الحكومة للحصول عليه من أجل تمويل خزائن الدولة.
عربي21