أغلقت دور نشر تونسية أقسامها في معرض تونس للكتاب، عقب إغلاق وزارة الثقافة “تعسفيا” لقسم دار “الكتاب”، ومصادرة كتب دار النشر، على خلفية وجود كتاب ينتقد الرئيس التونسي قيس سعيد.
واحتوى قسم دار “الكتاب” على مؤلف “فرانكشتاين تونس، تأملات في الشأن السياسي التونسي في عهد قيس سعيد” للروائي التونسي كمال الرياحي، الذي يحمل رسم كاريكاتور على صورة غلاف تشبه الرئيس التونسي.
وقال الكاتب كمال الرياحي من جهته لوكالة “فرانس برس”: “تم إعلامي بمصادرة الكتاب وغلق الجناح في معرض الكتاب اليوم”.
وأضاف الرياحي أن “الكتاب سياسي ويلاحق منذ أيّام صدوره وتبحث (السلطات) عن سبب لمنعه”.
وأوضح أن كتاب “فرانكشتاين تونس” يتكون من مجموعة مقالات حول حكم قيس سعيد، و”انهيار الحريات وتتبع الانقلاب يوما بيوم، وتحليل شخصية الرئيس من وجهة نظر ثقافية، ويعود قسم منه إلى ما قبل وصوله إلى الحكم”.
من جانبه، أكد صاحب دار “الكتاب” حبيب الزغبي أن “رجالا من أمن وزارة الثقافة جاؤوا وصادروا الكتاب، وأغلقوا الجناح بعد زيارة سعيد” خلال افتتاح المعرض، يرافقه سفراء ووزراء تونسيون وأجانب.
ولم تصدر وزارة الثقافة توضيحا حول الموضوع، لكن صاحب دار النشر أكد أن قرار المصادرة والإغلاق جاء “بدعوى حيازة كتاب غير مصرّح به”.
ونشر “دار الكتاب” صورا للجناح المغلق، بعد تعليق ورقة مكتوب عليها “هذا الجناح مغلق بقرار تعسفي”.
وتداول ناشطون مقطع فيديو يظهر الجناح المغلق، وسط تفاعل واسع عن تدني مستوى الحريات في البلاد.
وتضامنت عدة دور نشر مع “دار الكتاب”، وقامت بغلق أقسامها بالمعرض، عقب قرار الإغلاق التعسفي.
هذا أفيش معرض الكتاب في تونس. لكن بعد مصادرة كتاب ينتقد الرئيس في اليوم الأول من المعرض، أقول: يد الرقيب الطويلة تَحلق الكتب ولا تُحلق بها. #مهزلة #تونس #ثقافة pic.twitter.com/NMNeq7pFlb
— Wejdene Bouabdallah (@tounsiahourra) April 28, 2023
وكانت دار النشر قد طبعت 100 نسخة من الكتاب، وتمت مصادرة عشرين منها، فيما بيعت البقية.
وكمال الرياحي (49 عاما) كاتب وروائي وصحفي تونسي، يدرّس الكتابة الابداعية في جامعة بكندا، وصدر له 15 مؤلفا بين كتب نقدية وروايات، من بينها “المشرط” في العام 2006 و”الغوريلا” في العام 2011.