كشفت رسائل مسربة من سجن بدر 3 قطاع 1 ،2 ، 3 ، 4، عن جملة من الانتهاكات التي يلقاها المعتقلين السياسيين في الشهور الأخيرة.
ونقل البيان المسرب من المعتقلين عن انتهاكات يعانون منها في حبسهم الجديد، ويناشدون كل المنظمات الحقوقية والدولية سرعة التدخل لإنقاذهم مما وصفوه بـ”جحيم الموت البطيء الذي تنفذه الدولة منذ سنوات”.
واشتكى السجناء مما وصفوه بـ”التعنت الشديد من إدارة سجن بدر3 في عدم السماح للأهالي بزيارة ذويهم المعتقلين، الأمر الذي وصلت مدته إلى أكثر من 7 سنوات.
وقال السجناء في بيانهم: “هناك المزيد والمزيد من الانتهاكات، مما جعل المعتقلين يقومون بفتح كل النظارات -فتحات صغيرة في الأبواب المصفحة يدخل منها الطعام- الخاصة بالأبواب الإلكترونية وغلق كل كاميرات المراقبة المتواجدة بكل الغرف، ودخول قطاع 4 ، 3 في إضراب كلي، الأمر الذي واجهته الإدارة بمزيد من التعسف حيث قامت باستدعاء القوة الضاربة والأمن المركزي واقتحموا الغرف وتم توزيع بعض الغرف على التأديب مما قابله رد فعل من المعتقلين”.
وروى السجناء في البيان، وقائع حدثت نتيجة هذه الممارسات والانتهاكات، ومنها إقدام حسام أبو شروق، على شنق نفسه ولم يستطع من معه في الغرفة، إنقاذه نظراً للضعف الشديد نتيجة الإضراب.
وأضافوا كذلك أن محمد ترك أبو يارا، بعد زلزال تركيا طلب من إدارة السجن الاطمئنان على أهله المقيمين هناك، إلا أنّ إدارة السجن رفضت ذلك فقام بقطع شرايين يده، ولا يعلم أي تفاصيل أخرى عنه.
وقالوا كذلك إنه نتيجة “للتدخل من القوة الضاربة بوحشية مع المعتقلين حدثت أزمة قلبية حادة جدا للمعتقل طه وبعد الخبط على الأبواب لإسعافه تم الاستجابة بعدها بساعات، مما أدى إلى انقطاع تام في النفس وزرقة شديدة في الوجه ولا يعلم عنه أي شيء”.
ورووا كذلك أنّ “المعتقل عوض نعمان قطع شرايين يده وتم نقله إلى مستشفى بدر من قبل مصلحة السجون”، فضلاً عن دخول المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، محمد بديع، في إضراب كلي نتيجة للمعاملة السيئة من قبل إدارة السجن معه وعدم الاستجابة له في الذهاب للمستشفى بالإضافة لعدم السماح له بحضور الجلسات أمام النيابة.
وأكد السجناء في رسالتهم أنّ هذه بعض الحالات وليس كلها حيث إن العدد في زيادة والمقبلين على الانتحار كثر نتيجة المعاملة السيئة والتي تسوء يوماً بعد يوم.
وفي ختام بيانهم، قال السجناء إنّ “مساعد وزير الداخلية حضر إلى بدر3 وطلب من المعتقلين أن يزيلوا ويكشفوا الكاميرات، إلا أن المعتقلين رفضوا لأنه قال لهم ليس من صلاحياتي الاستجابة لمطالبكم والمتمثلة في أكثرها أهمية في الزيارة. كما أن ضابط الأمن الوطني مروان قال لهم: لو السيسي سمح لكم بالزيارة فلن أسمح لكم. وعندما علم مساعد وزير الداخلية بمقولته قال عنه: “ده عيل”.
و”مجمع سجون بدر”، افتتح بنهاية عام 2021، في منطقة بدر بالصحراء الغربية (على بعد حوالي 300 كيلومتر غرب القاهرة)، تحت مسمى “مركز الإصلاح والتأهيل بدر”، وسط أجواء دعائية تروج لمزاعم حكومية حول تنفيذ استراتيجية جديدة تكفل توفير ظروف ملائمة للسجناء، وبالطبع تمهيدا لاستغلال موقع منطقة سجون طرة المطل على النيل في القاهرة في مشاريع استثمارية.
تم إنشاء مجمع بدر على مساحة 85 فداناً، وقد تم إعداده، بحسب صحف رسمية، لاستقبال النزلاء المحكوم عليهم بمدد قصيرة، وبناء عليه سيتم غلق 3 سجون عمومية إضافية بمجرد التشغيل الكامل. ويضم المركز 3 مراكز فرعية، ومركزا خاصا للنساء، وتتم إدارة المركز من خلال مبنى القيادة المركزية المتواجد في وسط المراكز، ويضم غرفة تحكم رئيسية مرتبطة بغرف تحكم فرعية بكل مركز، كما يضم المركز مجمعاً للمحاكم، يحتوي على 4 قاعات لجلسات المحاكمة منفصلة إداريًا بسعة 100 فرد للقاعة الواحدة.
وروجت السلطات من خلال فيلم دعائي أذاعته عبر القنوات المصرية الرسمية والخاصة بعنوان “بداية جديدة” لفكرة أن ذلك المجمع هو الحل الأمثل للمشاكل الحقوقية المتعلقة بسوء أوضاع الاحتجاز في مصر، ولكن البداية الحقيقية التي كانت تقصدها السلطات هي بداية فصل جديد من الانتهاكات المروعة ضد السجناء بمجمع “بدر”.