كشفت السفارة الفرنسية في تل أبيب عن حصول زيادة بنسبة 13٪ في عدد الطلبات الإسرائيلية الجديدة للحصول على الجنسية الفرنسية صورة ملفتة، وبالتزامن مع تزايد المخاوف العبرية من تنامي الأخطار الخارجية، وتوتر الأوضاع الداخلية،.
في حين أعلنت مكاتب محاماة تتعامل مع مسألة الحصول على الجنسية الأوروبية أن هناك زيادة بنسبة عشرات في المائة في عدد الاستفسارات الجديدة بخصوص الجنسيات البرتغالية والألمانية والبولندية.
مع العلم أنه “منذ إجراء انتخابات الكنيست الأخيرة في نوفمبر، انتشر في وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي الكثير من الحديث من قبل الإسرائيليين حول الهجرة وإصدار جوازات السفر الأجنبية، حتى أن الكلمة الأكثر شيوعًا في عمليات البحث على غوغل في إسرائيل هي “الانتقال”، كما تشكلت على فيسبوك مجموعة تسمى “ترك الأرض معا”، وتعلن “أننا قررنا بعد التغيير الذي شهدته إسرائيل تنظيم مجموعة لمغادرتها”.
تاني غولدشتاين مراسل موقع زمن إسرائيل، أكد أنه “بالتزامن مع انتشار هذه الأحاديث فقد شهدت إسرائيل زيادة حقيقية في تدفق جوازات السفر الأجنبية، ويُظهر الفحص الذي أجريناه مع السفارات الأجنبية وشركات المحاماة العاملة في هذا المجال أنه منذ بداية نوفمبر حصلت زيادة كبيرة في عدد الطلبات المقدمة للحصول على جنسية دول الاتحاد الأوروبي، مما يمنح حامليها فرصة العيش والعمل والدراسة في جميع أنحاء الاتحاد”.
ونقل في تقرير عن توتي أشفال صاحب مكتب محاماة متخصص في الجنسية الأوروبية أنه “في آخر شهرين حصلت زيادة بـ10٪ في الطلبات الإسرائيلية الجديدة للحصول على الجنسية الألمانية، وذات النسبة للحصول على الجنسية البرتغالية، وكشفت السفارة الفرنسية في إسرائيل عن زيادة مماثلة في عدد طلبات الحصول على جنسيتها.
ففيما تلقت في أكتوبر 2022، 1210 طلبات جديدة، إلا أن العدد في نوفمبر ارتفع إلى 1365، بزيادة 13٪، وتشير التقديرات إلى أن هذا الاتجاه سيستمر، لأن المعدلات في أعوام 2020 و2021 و2022 تظهر قفزة بـ45٪ في عدد الطلبات مع انتهاء تأثير وباء كورونا”.
أميشاي زيلبربيرغ المحامي وكاتب العدل المتخصص في الحصول على الجنسية البولندية كشف أن “هناك يقظة كبيرة حول هذا الموضوع، فقد زاد عدد الاستفسارات والطلبات الجديدة للحصول عليها منذ بداية من نوفمبر بعشرات في المائة، أما درور حايك صاحب مكتب المحاماة فذكر أن هناك قفزة بنسبة 68٪ في عدد الاستفسارات المتعلقة بالجنسية البرتغالية، وفي أكتوبر تلقيت 100 طلب جديد، وفي نوفمبر 168 طلبًا، أي أنه في اليوم التالي لانتخابات نوفمبر، تضاعفت الطلبات ستة أضعاف”.
ونقل التقرير عن مكتب الاتحاد الأوروبي أنه “منذ الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة حدثت زيادة في عدد الراغبين الجدد بالحصول على جنسيات دوله، وهذه ظاهرة نعرفها من الأحداث ذات الصدى الإعلامي كالحروب والانتخابات، فيما رفضت سفارة الولايات المتحدة الإجابة على سؤال عما إذا كان هناك تغيير في عدد طلبات الحصول على جنسيتها منذ بداية نوفمبر”.
وتتزامن هذه الأرقام اللافتة مع ظهور حركة يهودية تدعى “نغادر البلاد معا”، تسعى لتجنيد عشرة آلاف إسرائيلي لمغادرة دولة الاحتلال على خلفية نتائج الانتخابات، يقودها يانيف غورليك أحد الناشطين في التظاهرات ضد بنيامين نتنياهو، وبجانبه أحد ناشطي “الكونغرس الصهيوني” موردخاي كاهانا، وهو رجل أعمال إسرائيلي أمريكي، قرر مساعدة الإسرائيليين للمغادرة إلى أمريكا، “بعد سنوات طويلة من تهريب اليهود من مناطق الحرب في اليمن وأفغانستان وأوكرانيا إلى إسرائيل”، على حد قوله.
وترى هذه الحركة أنه حان الوقت لتقديم بديل للحركة الصهيونية في حالة استمر تدهور الوضع في دولة الاحتلال، لأن نتائج الانتخابات الأخيرة قد تدمّرها، وترفع شعار “كيبوتس..الخطة ب” من داخل مزرعة بولاية نيوجيرسي الأمريكية، حيث تلقت عشرات الطلبات من إسرائيليين علمانيين للحصول على الهجرة، ممن يديرون شركات تكنولوجيا صغيرة يرغبون بنقل مكاتبهم إلى الولايات الأمريكية.