قال عبد الفتاح السيسي، في تصريحات خلال مشاركته بمؤتمر بغداد للتعاون والشراكة إن “العالم يتسع للجميع والاختلاف لا يمكن التعاطي معه بالاستمرار في صراعات لا غالب فيها ولا مغلوب”.
جاء ذلك في كلمته بنسخته الثانية، المنعقد بمنطقة البحر الميت غربي العاصمة الأردنية، وعقدت نسخته الأولى بالعاصمة العراقية في أغسطس 2021.
وأوضح السيسي أن “انعقاد اجتماعنا اليوم يحمل معه دلالة سياسية مهمة، على اعتزام مواصلة توفير كافة سبل الدعم للعراق، ورغبة صادقة للانتقال إلى مرحلة جديدة من الشراكة وفرصة لتبادل وجهات النظر واستكشاف آفاق جديدة للتنسيق والتعاون بين بلادنا والعراق”.
وتابع أن “الأزمات المتعاقبة التي شهدتها العديد من دول المنطقة على مدار العقود الماضية أثبتت أن تحقيق الاستقرار له متطلبات لا غنى عنها”.
وذكر أن تلك المتطلبات “تبدأ بتعزيز دور الدولة الوطنية الجامعة، وتمكين مؤسساتها من الاضطلاع بمهامها في حفظ الأمن وإعلاء سيادة القانون وصد القوات الخارجة عنه وصون مقدرات وثروات الشعوب، وهو ما سيوفر المناخ المناسب لدفع عجلة الاقتصاد والتنمية المستدامة وترسيخ دعائم الحكم الرشيد”.
السيسي أشار إلى أن هذه المتطلبات “لن تتحقق ما لم يتم إعلاء ثقافة الاعتدال والتسامح وقبول الآخر، وبما يضمن التمتع بالحق في حرية الدين والمعتقد وتجاوز مفاهيم الطائفية والتشدد والانقسام والأفكار الرجعية التي لا مكان لها في عصرنا الحالي”.
وأضاف أن “العالم يتسع للجميع والاختلاف لا يمكن التعاطي معه بالاستمرار في صراعات ممتدة لا غالب فيها ولا مغلوب”.
وأردف: “وفي هذا السياق يأتي انعقاد قمتنا اليوم لتجديد الالتزام بالمبادئ الثابتة في العلاقات الدولية، والتي ينص عليها روح ميثاق الأمم المتحدة ومقاصده، وفي مقدمته حسن الجوار وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول”.
وتشارك بمؤتمر بغداد للتعاون والشراكة، 12 دولة هي العراق والأردن الدولتان المستضيفتان، وفرنسا الداعية له، وكل من تركيا ومصر والكويت والسعودية والإمارات وقطر وسلطنة عُمان والبحرين وإيران، بهدف دعم العراق ومناقشات ملفات تخص المنطقة والإقليم.