نشرت صحيفة التايمز البريطانية تقريرًا تحدثت فيه عن ردود أفعال مشجعي المنتخبات المشاركة في كأس العالم 2022 قطر حاليًا، وخاصة من النساء الإنجليزيات اللواتي أكدن أنهن لم يتعرضن لأي مضايقات، وخاصة مع حظر الكحول على المشجعين.
ونقلت الصحيفة، عددا من تجارب المشجعات اللواتي ذهبن إلى قطر ومن بينهن إيلي مولوسون، التي تقوم بحملات لتحسين تجارب يوم المباراة لمشجعات كرة القدم النسائية، والتي كانت قلقة للغاية بشأن زيارة قطر لذلك اصطحبت والدها معها كمرافق لها. وأكدت مولوسون (19 سنة)، أن المجيء إلى هنا كان صدمة حقيقية لنظامها؛ فلم تكن هناك هتافات ساخرة أو تحرش أو تمييز على أساس الجنس من أي نوع.
وأشارت الصحيفة إلى أنه كانت هناك انتقادات دولية واسعة النطاق للتمييز ضد النساء والمثليين في قطر، ولكن وجدت العديد من المشجعات الملاعب أكثر ترحيبا لهن مما لو كن في الوطن.
وقالت مولوسون، وهي طالبة من نوتنغهام: “كان لدي كل هذه الأفكار المسبقة حول ما سأواجهه في قطر، ولكن الواقع لم يكن شيئا من هذا القبيل؛ فلم أعان من أي من المضايقات التي مررت بها في إنجلترا. لا أعرف كيف حققوا ذلك، لكنها بيئة رائعة لمن جربها”.
وتابعت الصحيفة مع آدم، والد مولسون الذي يعمل مدرسًا، الذي قال: “جئت في المقام الأول لكي أرعى إيلي ولكن بصراحة لم أكن بحاجة إلى أن أزعج نفسي بذلك”. وقالت جو جلوفر، 47 سنة، إحدى مشجعات تشيلسي من ميلتون كينز التي تحضر نهائيات كأس العالم منذ تنظيمها في جنوب أفريقيا سنة 2010: “هناك عصبية أقل في الجو العام، فالجميع يرتدون ألوان فريقهم وليس هناك أي متاعب”.
وأضافت أن العديد من النساء اعتبرن القرار المفاجئ لقطر بعدم السماح ببيع الكحول حول الملاعب عاملا ساعد في خلق بيئة أقل عدائية. وفي حديثها عن الفوضى في ويمبلي التي تسبب فيها بعض المشجعين السكارى عندما وصلت إنجلترا إلى نهائي يورو 2020 في يوليو الماضي، علقت جلوفر قائلة: “لم يكن الجو في نهائي اليورو ممتعًا، بل كان متوترا، ليس مهمًا إذا كنت لا تستطيع الحصول على مشروب في الملعب، فلا ينبغي أن تتمحور كرة القدم حول السُّكْر”.
وأشارت الصحيفة إلى أنه تم تنبيه المشجعين من القواعد الثقافية في قطر فيما يتعلق بالملابس، ولكن قالت جلوفر: “بصفتي امرأة لم أجد الأمر محرجًا هنا، ولدي الباشمينا في حقيبتي في حال طُلِبَ مني تغطية كتفيَّ، لكن لم يُطلب مني استخدامها بعد”. في السياق ذاته، أشادت ليان ساندرسون، وهي لاعبة إنجليزية سابقة عمرها 34 سنة، ومقدمة برنامج “توك سبورت”، بالأجواء في قطر، كما سلطت الضوء على القيود المفروضة على الكحول قائلة: “إذا كنت لا تستطيع الذهاب إلى مباراة لكرة القدم والاستمتاع بها دون التعرض للضرب على الإطلاق؛ فإذًا ربما كان ينبغي أن لا تأتي مطلقًا”.
ونوهت الصحيفة بأن هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” قالت إن 18.7 مليون شخص شاهدوا تغطيتها لفوز إنجلترا 3-0 على ويلز مساء الثلاثاء؛ حيث كان الجو بين المشجعين في استاد أحمد بن علي في الدوحة أقل صخبا بشكل ملحوظ من المعتاد؛ واعتبر عدد من المشجعين التقليديين أن متعة السفر مع المنتخب الإنجليزي أقل هذه المرة.
أضافت الصحيفة أن ضابطًا رفيع المستوى في الشرطة البريطانية استخدم عدم وجود أعمال شغب في قطر كدليل على أنه لا ينبغي للحكومة البريطانية تخفيف القيود المفروضة على الكحول في ملاعب كرة القدم. وقال رئيس الشرطة مارك روبرتس، المسؤول عن شرطة كرة القدم في المملكة المتحدة، إن الأجواء في قطر كانت “عاطفية ولكنها ودية”، على غرار نهائيات كأس الأمم الأوروبية 2022 للسيدات التي أقيمت في الصيف.
وذكرت الصحيفة أن الحكومة البريطانية تدرس رفع الحظر المفروض على شرب الكحول في الملاعب في بطولات الدوري الكبرى، وهو قيد مطبق منذ 36 سنة. ومن جهته، يرى روبرتس أن المملكة المتحدة يمكن أن تتعلم من التجربة القطرية و”تتخلى عن فكرة إعادة إدخال الكحول في المدرجات”. وأضاف: “لا يوجد أي كحول، صحيح أنه لا تزال هناك ضجة حول هذا الموضوع، ولكنه أمر جيد ويُشعرني بالراحة حقا”.
واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول إن المشجعات لا يلاحظن الفرق في المدرجات فحسب، ولكن داخل الملعب أيضًا؛ حيث أصبحت سانت أوشفاني فرابارت (38 سنة) أول امرأة تحكّم في كأس العالم للرجال في المباراة بين ألمانيا وكوستاريكا.