شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

وول ستريت جورنال: قرار حظر الخمور صدر من الأسرة القطرية الحاكمة

قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” إن قرار “اللحظة الأخيرة” بحظر تقديم الخمور خارج ملاعب مونديال قطر “جاء مباشرة من العائلة المالكة في الإمارة” الخليجية وذلك بعد القلق المتزايد بين القطريين المحافظين بشأن هذه المسألة.

وأفادت الصحيفة نقلا عن مصادر لم تفصح عنها بأن دولة قطر ظلت “غامضة عن عمد” بشأن ما إذا كانت ستسمح بالمشروبات الكحولية في البطولة الأكبر عالميا؛ لأن الموقف الحازم في أي اتجاه بشأن هذه المسألة قد يؤدي لحدوث مشاكل.

بعد 12 عاما من التخطيط لاستضافة كأس العالم لكرة القدم للمرة الأولى في دولة مسلمة، امتد الارتباك والغموض بشأن هذه القضية إلى ما قبل يومين فقط من المباراة الافتتاحية، حيث ألغى المنظمون خططهم لبيع البيرة داخل محيط الملاعب.

قال أشخاص مقربون من دوائر صنع القرار إن الحظر جاء عقب مكالمة في اللحظة الأخيرة جاءت من شخص ينتمي لعائلة آل ثاني المالكة للدولة الخليجية دون أن ذكر هوية هذا الشخص.

وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” ذكرت في وقت سابق أن الشيخ جاسم بن حمد وهو شقيق أمير البلاد، هو من يقف وراء هذا القرار على الأغلب، حيث إنه الأكثر نشاط ضمن صفوف العائلة المالكة بخصوص التخطيط اليومي للبطولة، وأن ذلك القرار لم يكن قابلا للتفاوض.

بموجب القواعد الجديدة، لن تتوفر المشروبات الكحولية إلا في فنادق معينة ومناطق مخصصة للمشجعين في الهواء الطلق بعيدا عن الملاعب.

وسيتكون المشروبات الكحولية متاحة للأشخاص الذين اشتروا باقات الضيافة باهظة الثمن التي توفر غرف مغلقة داخل ملاعب كأس العالم.

ولم يعلق متحدث باسم الحكومة القطرية ردا على أسئلة قدمتها صحيفة “وول ستريت جورنال”. كما لم يرد الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) على طلب للتعليق.

ووفقا للصحيفة الأميركية، فإن أفراد العائلة المالكة معاصرون ظاهريا ومنفتحون على التعامل مع الغرب، وخاصة أمير البلاد، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وهو حاكم يبلغ من العمر 42 عاما يختلط بشكل مريح مع القادة الأوروبيين والأميركيين.

لكن الأسرة المالكة شعرت بقلق متزايد بين القطريين المحافظين الذين هم قليلون لكنهم يشكلون قاعدة سياسية قوية، على حد قول الأشخاص الذين تحدثوا للصحيفة.

ولم يكن مفاجئا قرار حظر الجعة في محيط الملاعب قبل يومين من الحفل الافتتاحي بالنسبة لأشخاص الذين يتابعون عن كثب قرارات العائلة المالكة القطرية.

قال أشخاص مطلعون إن اتخاذ العائلة المالكة القطرية للقرارات غالبا ما يكون متقلبا، مما يؤدي إلى تحولات سريعة.

قال دبلوماسي يتمتع بخبرة واسعة في قطر، إنه قيل له إن أحد العوامل الدافعة وراء قرار حظر البيرة هو أن الشرطة القطرية لن تكون قادرة على إدارة الجماهير المخمورة، مما يخلق احتمالية أن تتحول المواجهات التي يتم التعامل معها بشكل خاطئ إلى إحراج أمام وسائل الإعلام الدولية.

وقال شخص آخر إنه ليس من غير المألوف أن يقوم القطريون بعكس مسارهم فجأة في المشاريع ذات الطابع الغربي بناءً على إرادة أفراد العائلة المالكة الذين يمكنهم تغيير رأيهم بسرعة حول ما إذا كان هناك شيء ما مناسبا من عدمه.

جاء أحد الأمثلة البارزة عام 2013، عندما كان من المقرر أن يقدم معرض فني قطري تمثالين يونانيين قديمين يصوران رجالا عراة، ولكن بمجرد وصول التماثيل، تم تغطيتها بسرعة بقطعة قماش سوداء وإعادتها إلى اليونان بسبب اعتراضات السلطات القطرية.

وتفتتح البطولة المقامة مرة كل أربع سنوات، بمباراة قطر المضيفة والمشاركة للمرة الأولى، أمام الإكوادور على استاد البيت بمدينة الخور الشمالية الساعة السابعة مساء بالتوقيت المحلي (16,00 بتوقيت غرينتش).

وواجه القطريون مواضيع شتى في رحلة الأعوام الـ12 السابقة، تراوحت بين مزاعم شراء الأصوات، ومناخ الإمارة الحار ومجتمعها المحافظ، إلى سجلها في مجال الحريات وحقوق الإنسان وخصوصا التعامل مع العمال المهاجرين من جنوب القارة الآسيوية ومجتمع الميم.

في المقابل، ندد مسؤولو الدولة الخليجية وعلى رأسهم أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد، بـ”حملة غير مسبوقة” من “الافتراءات” و”ازدواجية المعايير”.

ولفت الشهر الماضي إلى أن قطر شهدت “نهضة تشريعية استكملت بموجبها قوانين أساسية تنظم مختلف أوجه الحياة والمعاملات في الدولة”.

ودافع رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، جياني إنفانتينو، عن الدوحة قائلا، السبت، في مؤتمر صحفي، “اليوم اشعر أني قطري، اليوم اشعر بأني عربي، اشعر بأني أفريقي، بأني مثلي، اشعر بأني من اصحاب الإعاقة، اليوم أشعر بأني عامل مهاجر”.

ووصف الانتقادات المتعلقة بكأس العالم بـ”الدروس الأخلاقية” التي تنم عن “النفاق”: “بالنسبة إلينا كأوروبيين ما قمنا به على مدار 3 آلاف سنة سابقة، يتعين علينا الاعتذار عنه على مدار 3 آلاف سنة مقبلة قبل أن نعطي دروسا للآخرين. هذه الدروس الأخلاقية تنم عن النفاق”.

أما عن حظر الجعة، فاعتبر أن مشجعي كرة القدم في كأس العالم يستطيعون العيش 3 ساعات من دون تناول الجعة “اعتقد شخصيا بأنك إذا لم تشرب الجعة على مدى 3 ساعات بإمكانك أن تعيش. الأمر سيان في فرنسا، إسبانيا وإسكتلندا”.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023