كشف نير دفوري مراسل الشؤون الأمنية والعسكرية في القناة 12 العبرية، أن برنامج التجسس الشهير بيجاسوس التابع لشركة NSO، أدى دورا محوريا في مطاردة المعارضين للأنظمة خاصة تلك المتواجدة في الشرق الأوسط، مما دفع واشنطن لوضع شركتي Kendiro وNSO على قائمتها السوداء.
رغم أن الشركات الإسرائيلية طوّرت أدوات لاختراق أجهزة الكمبيوتر والهواتف، تبيعها لوكالات المخابرات في إسرائيل والعالم، ولكن أيضا لأنظمة الخليج العربي وأفريقيا، حيث يتم توظيف خريجي جهاز المخابرات الإسرائيلية في هذه الشركات، رغم علم إسرائيل بأن هذه أنظمة مشبوهة، وتجعلها متواطئة في جرائمها”.
وأضاف في تقرير أن هذا التورط الإسرائيلي يطرح السؤال عن كيفية توجيه العناصر الفنية الكفؤة بوزارة الحرب لكي تعمل في شركات ربحية، ومن المسؤول عن تراخيص التصدير لهذه الشركات إلى 102 دولة، لكن العدد انخفض إلى 37 دولة فقط، مما جعل من إدخال هذه الشركات للقائمة الأمريكية السوداء إخفاقا إسرائيليا بسبب عدم الإشراف عليها، وعواقب ذلك كبيرة، رغم أن دولة الاحتلال ترى هذه الشركات السيبرانية الهجومية رصيدا استراتيجيا، بزعم أنها جسر دبلوماسي لتطوير العلاقات مع الدول، مما يسمح لها أن تتقدّم بخطوة ونصف على كل منافسيها.
وأوضح أن صناعة الاستخبارات الإلكترونية متقدمة للغاية في إسرائيل، وتعود جذورها إلى أجهزة الاستخبارات العسكرية-أمان، والموساد والشاباك، ممن وجدوا أنفسهم في حرب غير متكافئة ضد أعداء إسرائيل، ومع تقدم الثورة في مجال الاتصالات والتكنولوجيا، أصبحت القدرة على جلب معلومات استخباراتية مهمة بمساعدة الأدوات الإلكترونية، دون المخاطرة بالعملاء البشريين، وتحت غطاء السرية الذي يعرف خبراء الإنترنت كيف يخفونه، أمرا ضروريا للغاية في حرب إسرائيل ضد من يسعون لاستهدافها.
حيث تؤكد هذه المعطيات الإسرائيلية أن القدرات التقنية جعلت من الممكن للمخابرات الإسرائيلية كيفية التعامل مع منفذ العمليات المسلحة، والمنظمات التي تخطط لهجمات جماعية، وصولا إلى الدول الساعية لتطوير أسلحة دمار شامل، مما يكشف عن “حرب العقول”، مما أفسح المجال لتأسيس شركات تقنية مثلNSO منذ أكثر من عقد، وبدأت باختراق الهواتف، وتلقي أي بيانات موجودة عليها، ثم تأسيس شركتيKvader و Kandiro ، من قبل مسؤولين كبار في استخبارات الجيش الإسرائيلي، ثم تسجيل 20 شركة في مجال الإنترنت، بعضها غير خاضع للإشراف الدقيق من وزارة الحرب.
تجدر الإشارة إلى أن هناك العديد من الشركات العالمية العاملة في مجال التقنية الأمنية، لكن الشركات الإسرائيلية قادت هذه السوق لأسباب عديدة، من بينها أن معظم العاملين فيها من خريجي أجهزتها الاستخبارية، وبعضهم عملوا في شركات عالمية مثل Microsoft أو Check Point أو Palo Alto، فضلا عن تشجيع الحكومة الإسرائيلية للصناعة السيبرانية، واستخدمتها كأداة سياسية للتأثير على البلدان القريبة والبعيدة، رغم أن ذلك تسبب لها بمواقف أمريكية معادية لها بسبب تورطها في جرائم أخلاقية على مستوى العالم.
مع العلم أن صناعة الإنترنت الإسرائيلية ساعدت بشكل كبير دولة الاحتلال: سياسيا، وتجاريا، وأمنيا، رغم أن إيران وأمريكا والصين وتركيا تسعى جميعها إلى سدّ الفجوة مع نظيرتها الإسرائيلية بسرعة هائلة، الأمر الذي من شأنه إضعاف الهيمنة الإسرائيلية في هذا الميدان قليلا، لكن السيف الذي أنزله الأمريكيون على رقبة تل أبيب تسبب بانخفاض كبير في ميزتها الحصرية في مجال الصناعة السيبرانية.