في أول زيارة بعد نقلهم من مجمع سجون طرة إلى مركز التأهيل والإصلاح بمدينة بدر، اشتكى عدد من أهالي المعتقلين السياسيين تكرار إدارة المركز بعض الممارسات القديمة، مثل حرمان ذويهم المحبوسين من التريض، فضلًا عن نومهم على مراتب على الأرض مباشرة بدون أسرّة.
فيما نبهت إكرام يوسف، والدة البرلماني السابق والناشط السياسي زياد العليمي، إلى شكوى نجلها من ممارسة لم تكن موجودة في السجون القديمة، وهي وجود كاميرات داخل زنازين السجن تصور المحبوسين بها على مدار اليوم.
وأشارت يوسف، إلى أن العليمي أخبرها خلال زيارتها له، بأنه وباقي المحبوسين في الزنزانة «عايشين تحت إضاءة قوية 24 ساعة فمش عارفين يناموا وكاميرا بتصورهم 24 ساعة»، وأضاف العليمي بحسب والدته أنه «مش قادر يستوعب حكاية إنه يغير هدومه قدام كاميرا وإن دا شيء غير دستوري وغير إنساني».
يزداد الأمر سوءا مع بعض المعتقلين، إذ أعلن أحمد عبد المنعم، نجل المرشح الرئاسي السابق رئيس حزب “مصر القوية” عبد المنعم أبو الفتوح، أن والده امتنع عن تنفيذ الزيارة في سجن بدر، وأنه أخبرهم بأن “وضعه قاتل”.
واتهم أحمد، عبر حسابه في موقع “فيسبوك” المسؤول عن نقل والده من سجن مزرعة طرة إلى سجن بدر، بمحاولة القتل العمد، وقال: “تم نقل والدي إلى سجن بدر من دون ملابس أو غطاء، وتم إيداعه داخل زنزانة انفرادية مراقبة بالكاميرات ومضاءة طوال اليوم، من دون سرير أو كرسي”.
وأشار أحمد إلى أن أسرته لم تلتقِ والده التقاءً طبيعيا منذ ثلاث سنوات، مؤكدا أنهم ممنوعون من زيارته والتواصل معه تواصلا مباشرا من دون حاجز زجاجي، مؤكدا أن والده “لم يتلق أي رعاية طبية منذ ثمانية أيام، رغم وضعه الصحي المعروف للجميع”.
كما عبرت مريم ثابت ابنة رجل الأعمال المعتقل صفوان ثابت عن صدمتها وخوفها على حياة والدها مع تصاعد الانتهاكات مما يضاعف من تدهور أحواله النفسيه والصحية. إذ تشغل إدارة السجن مراوح التهوية والإضاءة على مدار 24 ساعة
وكانت وزارة الداخلية افتتحت في 30 أكتوبر 2021 مركز تأهيل وإصلاح بوادي النطرون نقلت إليه سجناء 12 سجنًا عموميًا هي: استئناف القاهرة – ليمان طرة – القاهرة بطرة – بنها – الإسكندرية – طنطا العمومي -المنصورة – شبين الكوم -الزقازيق- دمنهور القديم – معسكر العمل بالبحيرة – المنيا العمومي. وتبعته بافتتاح مركز آخر ببدر في ديسمبر من العام نفسه، ونقلت إليه نزلاء ثلاثة سجون أخرى من بينها سجن العقرب بمجمع سجون طرة.
وفي أول إشارة لتزويد زنازين مراكز التأهيل والإصلاح بالكاميرات، قالت وزارة الداخلية في بيان لها في التاسع من يونيو الماضي إنها «سلّمت النيابة العامة مقاطع مصورة داخل زنزانة المحكوم عليه علاء عبد الفتاح التى تثبت عدم صحة الادعاء باضرابه عن الطعام وعدم السماح بدخول الكتب لمحبسه» وهو ما ردت عليه أسرة الناشط السياسي بالمطالبة بتمكينه من زيارة محاميه أو زيارة ممثل عن قنصلية بريطانيا التي يحمل عبد الفتاح جنسيتها إلى جانب المصرية للتأكد من إضرابه عن الطعام.