دعت مصر والجامعة العربية، الإثنين، العراقيين إلى تغليب لغة الحوار لتجاوز الأزمة السياسية الراهنة، مع تحذير من انزلاق البلاد إلى «مزيد من العنف والفوضى وإراقة الدماء».
والإثنين، قُتل نحو 23 متظاهرا وأصيب أكثر من 200، في أجواء من الفوضى الأمنية وسط العاصمة بغداد، منذ أن أعلن زعيم التيار مقتدى الصدر اعتزاله العمل السياسي نهائيا.
وأجرى عبد الفتاح السيسي اتصالا هاتفي بنظيره العراقي برهم صالح أكد فيه «دعم جمهورية مصر العربية لأمن واستقرار وسلامة الشعب العراقي»، بحسب وكالة الأنباء العراقية الرسمية.
وأعرب السيسي عن «أمله في تجاوز الأزمة السياسية عبر الحوار وبما يحقق الاستقرار والأمن والرخاء للعراقيين».
وقال المتحدث باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية (تضم 22 دولة) جمال رشدي، في بيان، إن الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط «يدعو جميع الأطراف العراقية إلى تغليب المصلحة الوطنية علي أية اعتبارات أخرى لتجاوز الوضع الراهن الذي يمثل خطورة على استقرار البلاد».
وحذر أبو الغيط من «انزلاق الوضع في العراق إلى مزيد من العنف والفوضى وإراقة الدماء».
وشدد على «ضرورة ضبط النفس وتوجيه جموع المتظاهرين من مختلف المجموعات بالابتعاد عن كافة المظاهر المسلحة وتفادي إراقة الدماء»، وفق البيان.
والسبت، اقترح الصدر تنحي جميع الأحزاب السياسية لوضع حد للأزمة السياسية الممتدة منذ 10 أشهر، لكن دون استجابة من بقية القوى العراقية.
ورفضا لإعلان الصدر اعتزاله العمل السياسي، اقتحم متظاهرون من أنصار التيار الصدري القصر الحكومي في المنطقة الخضراء وسط بغداد، ثم أطلقت قوات الأمن النار بكثافة وأبعدتهم عن محيط القصر.
ولاحقا، أعلنت قيادة العمليات المشتركة في بيان، فرض حظر تجوال شامل في جميع المحافظات اعتبارا من الساعة السابعة مساء اليوم (17:00 ت.غ) إلى إشعار آخر.
ووجّه رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بفتح تحقيق عاجل بشأن أحداث المنطقة الخضراء، مشددا على منع استخدام الرصاص الحي ضد المتظاهرين من أي طرف كان، وفق بيان لمكتبه الإعلامي.
ودوليا، حذرت كل من الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا والأمم المتحدة، الإثنين، من خطورة التطورات الراهنة في العراق، ودعت المحتجين إلى احترام مؤسسات الدولة وحثت القوى السياسية على التهدئة والحوار لحل الخلافات، بحسب بيانات.
ويشهد العراق أزمة سياسية زادت حدتها منذ 30 يوليو الماضي، حيث بدأ أتباع التيار الصدري اعتصاما لا زال متواصلا داخل المنطقة الخضراء، رفضًا لترشيح «الإطار التنسيقي» محمد السوداني لمنصب رئاسة الوزراء، ومطالبةً بحل مجلس النواب وإجراء انتخابات مبكرة.
وحالت الخلافات بين القوى السياسية، لاسيما الشيعية منها، دون تشكيل حكومة جديدة منذ الانتخابات الأخيرة في 10 أكتوبر 2021.