نشرت صحيفة “لا كروا” الفرنسية تقريرا تحدثت فيه عن الرحلة الرسمية الأولى إلى أوروبا لولي عهد المملكة العربية السعودية محمد بن سلمان منذ اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي، التي تمثل استمرارا لزيارة إيمانويل ماكرون إلى جدة في أوائل ديسمبر، الذي كان قد كسر بالفعل العزلة الدبلوماسية المفروضة على الزعيم السعودي.
ونشر السفير الفرنسي لودوفيك بوي في حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” سلسلة من مقاطع الفيديو حول العلاقة الفرنسية السعودية، قبل إعلان الإليزيه عن عشاء عمل، دون مزيد من التفاصيل. وأطلقت أثينا، السجادة الحمراء للزعيم البالغ من العمر 36 عامًا، والذي عانى من عزلة دبلوماسية طويلة بعد اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي في أكتوبر 2018.
وقالت الصحيفة الفرنسية في تقرير، إنه منذ الحرب في أوكرانيا، لم تتوقف الدول الغربية عن التركيز على هذه الدولة الموردة للنفط. بعد إيمانويل ماكرون، وبوريس جونسون، كان جو بايدن آخر ضيف غربي تم استقباله الأسبوع الماضي في جدة على وجه الخصوص في محاولة للحصول على دفعة من أكبر مصدر للنفط الخام في العالم وخفض الأسعار. لكن لم يتم تحقيق أي تقدم كبير.
تعاون جديد
وقالت جولي كونان، في مقالها: “منذ الحرب في أوكرانيا، لم تتوقف الدول الغربية عن التركيز على هذه الدولة الموردة للنفط التي يقودها رجل كان يعتبر قبل بضعة أشهر منبوذًا؛ فبعد إيمانويل ماكرون في ديسمبر الماضي، وبوريس جونسون في مارس الماضي، كان جو بايدن آخر ضيف غربي تم استقباله الأسبوع الماضي في جدة على وجه الخصوص في محاولة للحصول على دفعة من أكبر مصدر للنفط الخام في العالم وخفض الأسعار، ولكن لم يتم تحقيق أي تقدم كبير، على الرغم من التحول 180 درجة في نهج التعامل مع المزاعم التي كانت حتى الآن تثقل كاهل محمد بن سلمان”.
ومن جانبها قالت إيما سوبري، الباحثة الزائرة في معهد الدراسات الاجتماعية للشرق الأوسط بجامعة جورج واشنطن، إن “هذه الزيارة تمثل استمرارًا في الدفء العام للمواقف الغربية تجاه المملكة العربية السعودية ومحمد بن سلمان وليست عنصرًا جديدًا”، وبالإضافة إلى الضغط على أسعار النفط، وحسب سوبري، فإن “الهدوء في اليمن وبشكل أعم التقارب بين ضفتي الخليج يخلق ظروفًا مواتية لإقامة تعاون جديد لتخفيف التوتر الإقليمي”.
التغلب على العقبات الماضية
ولفتت الكاتبة إلى أن الرئيس الفرنسي قد أشار بالفعل خلال زيارته للسعودية إلى أهمية الحفاظ على العلاقات الثنائية مع المملكة؛ بل وتوطيدها بما يتجاوز العقبات السابقة، وهذا كله طواعية لأنه كان يقصد اعتبار اقتراح وقف بيع الأسلحة للبلاد بسبب اغتيال جمال خاشقجي بمثابة “غوغائية خالصة”. واليوم؛ يؤكد وصول محمد بن سلمان إلى باريس، وربما يكون هذا هو أهم مغزى لها، رغبة قادة الخليج في جعل فرنسا شريكًا متميزًا يعملون معه على إعادة تشكيل العلاقات الدولية الناشئة في الشرق.
وإلى جانب هذه القضايا الإستراتيجية؛ تحدثت الكاتبة عن مكانة حقوق الإنسان في هذه الزيارة، حيث ذكرت أنه في ديسمبر، قدم إيمانويل ماكرون نفسه على أنه شريك متطلب في هذا الصدد، لكن خلال زيارة جو بايدن، ألمح محمد بن سلمان إلى أنه يعتبر مقتل جمال خاشقجي قضية مغلقة. وبحسب منظمة “مراسلون بلا حدود”، فإن هناك ما لا يقل عن 27 صحفيًّا ومدونًا محتجزين في المملكة، ولا يزال المدون رائف بدوي ممنوعًا من مغادرة البلاد بعد قضاء عقوبة بالسجن لمدة عشر سنوات.